محمد صبرى درويش يكتب: الفجوة بين الإدارة السياسية والكُتاب

الجمعة، 12 يونيو 2015 04:00 م
محمد صبرى درويش يكتب: الفجوة بين الإدارة السياسية والكُتاب صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يشتكى الكُتاب أحيانًا من عدم فهم الإدارة السياسية لهم، وكمية التحجيم الذى يُمارس ضدهم أحيانًا من قِبل بعض المؤسسات داخل الدولة، وعلى نفس الوتيرة تشتكى الإدارة السياسية أيضًا من الاضطهاد المُمنهج من قِبل بعض الكُتاب الذين يُشعرون العامة أن الدولة «تمر وستمر» بما هو أدهى وأمر وعلى الشعب الاستمتاع الآن لأن القادم أسوأ، فارضين حالة من الإحباط على الشعب فى ظل ظروفٍ قد تكون حالكة.

حقيقة التناحر بين الإدارة السياسية والكُتاب تقع فى أصلها على عاتق كل منهم، وأنا أريد أن أذكر الأخطاء التى يقع فيها الكُتاب والأخطاء التى تقع فيها الإدارة السياسية حتى نُزيل هذه الفجوة، ويحدث التناغم بين الكُتاب والإدارة السياسية ليصُبَ هذا التناغم بنفعه فى مصلحة الوطن التى نتحرك نحوها دوماً باستمرار .

أولاً الكُتاب وأخطاؤهم: لدينا نخبة غير مُدركة للواقع تمامًا أُسميها "نخبة المعجم"، وهم الذين يكتبون كلامًا دسمًا كبيرًا ليس منه أدنى فائدة تعود على الوطن أو تنفع الإدارة السياسية فى تصحيح مسار الدولة، وأغلب التقارير التى تُكتبُ عن مقالاتهم تصفها بأنها «كلام مُرسل»، بالإضافة إلى التعمق فى كُتب الستينيات السياسية من قِبل هؤلاء الكُتاب والتى لا تصلح لعام 2015 أو حتى عام 1990 مـ وعدم إلمامهم بقواعد الألعاب السياسية بين الدول الآن، هذا يجعل الكُتاب تسير فى وادٍ والدولة بمؤسساتها تسير فى وادٍ آخر، بالإضافة إلى توهم بعض الكُتاب أن الحرية تعنى النقد المُبرح لكل من هو فى السلطة، وحينما لا يستطيع الكاتب أن «يشتم» مسئولاً هنا يشعر بأنه أصبح مُكبل الجسد، "فالحرية تساوى شتائم" عندهم، وتجده يسعى للكتابة فى صحف الخارج لا ليُظهر فكرنا أمام الغرب، ولكن ليقتص لنفسه من هذا المسئول كتابتة مُبرحةً فيه، وهذا يُصدر صورة سيئة للغرب عن الدولة وعن إدارتها .

ثانياً الإدارة السياسية وأخطاؤها: حينما تغيب الكثير من المعلومات عن الكاتب الذى يُريد أن يُحلل ويضع تصورًا لما يجرى، فهذا الغياب يُحمل بالدرجة الأولى على الإدارة السياسية، فمثلاً حينما يتباحث مسئول مصرى مع آخر أجنبى نجد الأخبار الرسمية تُوثق الزيارة مع الديباجة المعروفة عن تعميق العلاقات بين الدولتين، دون الوقوف على «أمر التباحث»، وأمر التباحث هذا يُصدر لنا من وكالات الأنباء لديهم بالإضافة إلى نتائج التباحث أيضاً، وهنا تغيب الشفافية، بالإضافة أن بعض الكُتاب يُعانون أحياناً من منع بعض مقالاتهم من النشر، وهذا الأمر قاسٍ على الكاتب، ويُعانون صعوبة فى التواصل مع الإدارة السياسية لعرض حل أو سرد فكرة .

لذا أدعو الإدارة السياسية لوضع "ميثاق شرف كتابى" بين الكُتاب والإدارة السياسية ليعرف كل منهم حقوقه وواجباته، وحتى يسير الكُتاب والإدارة السياسية فى منظومة حرية حقيقية لا يُعرقل كل منهم عمل الآخر، لتسير الإدارة السياسية والكُتاب بخطوات مُوحدة الهدف نحو النهوض الحقيقى بهذا الوطن، لا نحو السُباب والتناحر والهدم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة