سعيد الشحات

أحمد مجاهد فى أفريقيا

السبت، 13 يونيو 2015 06:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تظل قضية الثقافة محوراً غائباً فى علاقتنا مع أفريقيا، بالرغم من أنها قارتنا التى ننتمى إليها، وبالرغم من أن مشاعرنا ترق بالنيل الذى يأتينا منها، فنكتب شعراً ورواية ونعزف موسيقى، إلا أن الثقافة كوعاء يجمع كل هذا لا تكون حاضرة فى كل المشاهد السياسية معها، وحين يعلو حديث الأزمة يقفز الكلام عن التعاون فى الاقتصاد والزراعة والبيزنس وأشياء أخرى، لكن لا يأتى الكلام عن الثقافة.

أقول ذلك بمناسبة مشاركة مصر الآن فى معرض إثيوبيا الدولى للكتاب، حيث افتتح وزير الثقافة الإثيوبى الجناح المصرى فى المعرض، وجاءت تلك الخطوة بعد دعوة الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب لإثيوبيا فى معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام، وقام الدكتور مجاهد والسفير الإثيوبى فى القاهرة بافتتاح الجناح، وكان ذلك كله جديدا على المشهد الثقافى المصرى الذى يتحرك مسؤولوه عادة وطبيعيا فى الدائرة العربية، كما ينصرف الاهتمام إلى الغرب عبر معارضه وحركة نشره ومجمل أنشطته الثقافية.

تحسب هذه الخطوة فى ميزان حسنات أحمد مجاهد كمسؤول عن أهم هيئة ثقافية فى مصر تخاطب الداخل والخارج، وإذا كان جهد الرجل فى الداخل واضحا وملموسا من خلال حركة النشر الهائلة والميسرة فى أسعارها والمحترمة فى العناوين التى يختارها، بالإضافة إلى الأنشطة الأخرى للهيئة ومنها تنظيم معارض الكتب فى بعض المحافظات، أقول إنه إلى جانب هذا النشاط الداخلى، فإن التوجه نحو أفريقيا يأتى فى توقيته تماما، وحين يبدأ بإثيوبيا التى تربطنا بها قضية مياه النيل، فإنه يعطى خصوصية ووعيا بضرورة تنمية كل سبل التواصل مع هذا البلد. التفكير بهذه الطريقة هو تفكير خارج الصندوق يستحق التقدير، تفكير يعيد إلى الثقافة قيمتها كأداة تواصل مع العالم، تفكير يخلق وسائل للتواصل عبر المعرفة والفكر وهذا أبقى، وأتصور أن ما حدث يدفعنا إلى المطالبة بتطويره عبر البناء عليه، فمثلا من الضرورى أن يستكمل الدكتور أحمد مجاهد خطوته بوضع خطة ترجمة لإبداعات من أفريقيا، كما يحدث مع إبداعات أمريكا اللاتينية.
التفت العالم إلى إبداع أفريقيا فمنحها نوبل للآداب، ورغم ذلك مازال بعيدا عنا، وبقدر ما نعطى أدب أمريكا اللاتينية العظيم اهتماما، علينا أن نعطى أدب أفريقيا نفس الاهتمام، ولا توجد جهة مرشحة للقيام بهذا أفضل من الهيئة العامة للكتاب، بقيادة أحمد مجاهد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة