مدهش وغريب أمر السادة الأطباء.. يرفضون الحق بدعاوى باطلة، ويحاولون تقديم الباطل للرأى العام فى ثوب الحق!!
أصل الحكاية أن رئيس الوزراء قام بجولة مفاجئة زار خلالها معهد القلب.. كاد قلبه أن يتوقف من هول ما شاهد، فانفعل غضبا للمواطن الذى يتحمل مسؤوليته.. وكم كان مثيرا أن المواطنين- المرضى وأهلهم- هم الذين حاولوا تهدئته، أما الأطباء فقد اعتصموا بمجلس نقابتهم.. فإذا بنا نسمع ونرى «منطق القبيلة» وتنبرى النقابة فى الدفاع عن أعضائها ظالمين أو مظلومين!!
أبجديات العمل النقابى، أن النقابة المهنية تدافع عن حقوق أعضائها.. وفى المقابل تحاسب المقصرين منهم.. لكن النقابات فى بر مصر المحروسة تدافع ثم تدافع.. وبعدها تدافع فقط!! فلم نسمع عن شطب طبيب نسى الفوطة فى بطن المريض.. لم تخرج علينا النقابة يوما لتعلن براءتها من أولئك الذين يسرقون كلى الفقراء بحثا عن مال تفوح منه روائح كريهة!! وتنقل الصحف عشرات القصص حول تقصير أطباء وإهمالهم، لكن النقابة لا تقرأ.. وتقدم الفضائيات فضائح بعض الأطباء، فتتجاهل النقابة الرد.. وحين تتحرك الدولة للسؤال والمحاسبة، تقلب النقابة الدنيا رأسا على عقب، لنتأكد أن للفساد قبيلة تحميه!
يحدثونك عن حقوقهم التى لا يحصلون عليها.. وبالتالى يجب ألا يسألهم أحد عن واجبات.. يتباكون على ضيق ذات اليد وانخفاض الرواتب.. ولو حاولنا أن نسألهم وماذا تقدمون مقابل ما تحصلون عليه.. تجدهم متكاتفين للرد بالسخرية أو اتهامك بأنك لا تعرف الظروف الصعبة التى يعملون فيها.
بالتأكيد الأغلبية من الأطباء يبذلون جهدا جبارا، ولهم عطاء غير منكور.. لكن أصحاب الصوت العالى منهم، هم الذين يفوزون بأصوات ويتاجرون بهموم وآلام المواطنين من البسطاء.. يتجاهلون ظروف الوطن وأزمته، لأنهم يربحون من التجارة بأزمات الوطن والمواطنين، حتى يحافظوا على مقاعد تمثيلهم للأطباء.. وإن كنا قد صرخنا من أداء «أطباء الإخوان» الذين وظفوا نقابة الأطباء لأجل حفنة منهم.. فإن الذين خلعوهم لم يختلفوا عنهم.. وبدا واضحا أن نقابة الأطباء تمضى على الطريق ذاته.. اعتبروا أنفسهم «قبيلة» كما تفعل نقابة المحامين.. وغيرها من النقابات التى أفتح ملفها لنتأكد أن الفساد ضرب بجذوره فى كل مكان.. وعلينا امتلاك شجاعة مواجهته.