يبدو أن «عناتيل السلفجية» يستأسدون على المجتمع ويلقون بالدستور والقوانين بسلة المهملات وينصبون أنفسهم أوصياء على البلاد والعباد، فهذا علمانى وليبرالى ويسارى وجميعهم «ملاحدة» يتوعدونهم بأبشع صنوف العقاب حين يحصدون غالبية البرلمان، ويستضعفون المسيحيين، بينما يدللهم المسؤولون.
وكأننا لا نتعلم من خطايانا السابقة، فنستجير من الرمضاء بالنار، ونتخيل «السلفجية» بديلاً مستأنسًا لعصابة الإخوان، فهذه السياسة بتقديرى مُخادعة ومخاطرة تُنذر بجيل يتجاوز «الدواعش» وحشية، فمرجعيتهم واحدة، وكانوا قبل 25 يناير يحجمون عن دخول معترك السياسة، لكنهم تسابقوا لتأسيس الأحزاب وخوض الانتخابات ليتضح أنهم كانوا بصدد «موقف تكتيكى» بمخططهم للتوغل شعبيًا، ترقبًا لمرحلة «التمكين» وفق أدبياتهم، وحتماً سيفرز منهجهم نماذج تتخذ طريق العنف وبدأت فعلاً ملامحها تتضح بخلايا «السلفية الجهادية» الذين يمارسون الإرهاب بسيناء وغيرها.
مخطئ من يستخدمهم كظهير دينى مرحليًا، والاستغناء عنهم حينما تنتهى مهمتهم، فهؤلاء «العناتيل» مرشحون لسلك طريق العنف، خاصة فى ظل انتشارهم الواسع بشتى ربوع مصر واختراقهم كل الشرائح الاجتماعية، وحينها ستكون مواجهة أخطر مما نشهدها حاليًا، وسيستغلها الإخوان وتنظيمهم الدولى ليغفروا مواقفهم السابقة مقابل التحامهم، والدليل تورط القواعد الشعبية لعناتيل «النور والظلام» بالمشاركة فى كل فعالياتهم.
«العنتيل السلفجى» يفتقد دهاء وخبث الإخوانجى، ويقبل نصائح شيوخه الداعمة لمسار «30 يونيو» خوفًا وتقية لتمهيد مناخ اجتماعى صار سمته «المزاج السلفى» بمختلف أنشطتنا وأسلوب حياتنا. سادتى صُنّاع القرار السياسى والأمنى: تذكروا تحذيرى بانقلاب «عناتيل السلفجية» بلحظة «آتية لا ريب فيها»، بعدما عبثوا بهويتنا الحضارية، واستوردوا عاداتٍ دخيلة، ورسخوا مفاهيم متطرفة تُعول على المظاهر الشكلية، بينما يُدرك الذين عاملوهم تدنى «الكود الأخلاقى» لغالبيتهم. بحكم خبرة ثلاثة عقود فجماعات «التأسلم السياسى» تمارس المزايدات باستمرار، فينشق الأكثر تشددًا على جماعته، ويؤسس تنظيمه الخاص.. وهكذا، فتوقعوا ظهور كيانات تلفظ مشايخ «السلفجية الأمنية» وتصبح خارج السيطرة، فالفيروس واحد لكنه كامن حاليًا، فجميع الذين استخدموا «شيطان التأسلم» دفعوا الثمن، وسببوا للوطن كوارث أشهرها «التجربة الساداتية» باستخدامه الإخوان لسحق خصومه السياسيين فقتلوه، والآن يستأسد «العناتيل» ويخترقون دوائر بالغة الحساسية بزعم الالتزام الدينى، الأمر الذى أدركه أتاتورك وعبدالناصر وبورقيبة فلم يمارسوا معهم لعبة التوازنات المحفوفة بالمخاطر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العظيم
عدم الانحياز.
عدد الردود 0
بواسطة:
مستشار منازاعات دولية مهندس رؤوف يوسف يونان
الافكار الرجعية والتجارة الدينية