يبدأ الأمر هكذا، مصريون يظهرون على قنوات شيعية يرددون كلام غلاة الشيعة المتطرفين ويسبون الصحابة، وبؤر لنشر التشيع فى الزقازيق وطنطا والمنصورة، وأموال تتدفق بشكل سرى على أفراد محسوبين على الطرق الصوفية لبناء الحسينيات ونشر تخاريف الشعة عن السادة النجباء وضرورة ظهورهم فى مصر أولا كشرط لظهور الإمام المهدى.وفى المقابل تتدفق الأموال المجهولة فى حقائب الكاش على مشايخ الجماعات السلفية لنشر الفكر الوهابى المتشدد من خلال ما يسمى بحلقات العلوم الشرعية فى مساجد المناطق النائية والعشوائيات، وإدارة صراع متصاعد مع الشيعة والمتصوفة فى مصر، يبدأ بكشف ممارساتهم المتطرفة والدعوة إلى مواجهتها بزعم أن الأزهر مخترق وأن السلطات المختصة لا تفعل شيئا تجاه محاولات نشر التشيع بالأموال فى الدلتا والصعيد.
تبدأ الحرب بالتصريحات الساخنة من مشايخ السلف ومن المحسوبين على الشيعة فى مصر، بالتشويه والتشكيك من قبل كل طرف فى عقيدة الآخر ونواياه وما يرتكبه من أعمال تخريبية فى حق البلد، ثم يتطور الأمر إلى دعوة مشايخ كل فريق إلى ضرورة المواجهة لحماية صحيح الدين من الغلاة والمتطرفين، ثم تحديد مجموعة من الأشخاص على رأس كل فريق لاستهدافهم بشكل صريح كما حدث مع الشيعى حسن شحاته أثناء زيارته لقرية أبومسلم وقتله والتمثيل بجثته فى الشوارع.
المجموعات الشيعية فى مصر رغم قلة أعدادها، لن تقف مكتوفة الأيدى وستعمل على تسليح أنفسها تحت دعوى حماية الأرواح من استهداف المتطرفين السلفيين، وفى لحظة معينة يطلق أحد القادة الشيعيين أمر الانتقام والقصاص ممن يعتدون على السادة النجباء فى مصر، فيكون أحد مشايخ السلف مستهدفا بالاغتيال، وبعدها ينظم الشيعة مظاهرات فى أكثر من محافظة للإعلان عن أعدادهم وإرهاب خصومهم، فى الوقت الذى تعلن فيه الجماعات السلفية الجهادية الحرب على الشيعة وتنظيم فرق للهجوم على مقراتهم واغتيال مشاهيرهم وقادتهم.
هذا السيناريو المرعب ليس من وحى الخيال، ولكن بداياته تجرى تحت أعيننا ويمكن رصد وقائعه حرفيا، كما تحدث على الأرض تحت سمع وبصر كل المسؤولين، والهدف معروف ومعلن: نشر التشيع فى مصر بأسرع الطرق الممكنة لصناعة حرب جديدة تزيد من ارتباك المجتمع وتغذى فيه نار الطائفية بعد فشل سيناريو الحرب بين المسلمين والأقباط، فهل استعدت الجهات المسؤولة للمواجهة فكريا وسياسيا وأمنيا، أم تكتفى بوضع رءوسها فى الرمل حتى تقع الكارثة؟.