سعيد الشحات

الأهم من مصالحة الإخوان

الأربعاء، 17 يونيو 2015 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين التحذير والترحيب يدور الحديث الآن عن المصالحة مع جماعة الإخوان، غير أن الأمور تبدو عند البعض وكأنها خناقة فريقين تنتهى بجلسة مصالحة على طريقة الجلسات العرفية. وأخطر ما يمكن أن يمر به هذا الملف هو التعامل معه دون قراءة واعية ودقيقة، وفى القراءة أن «الجماعة تخسر حين يتقدم المجتمع، حين نضع أقدامنا على الطريق الصحيح الذى يشعر به الناس بجد، وتكسب حين يقف المجتمع محلك سر فى كل شىء».

تراهن الجماعة طوال تاريخها على أخطاء الآخرين، وعلى بقاء المجتمع فى حالة سكون دائم، تكسب الجماعة كلما غابت الديمقراطية، كلما غابت دولة القانون، كلما غابت العدالة الاجتماعية، كلما كانت حياتنا السياسية عقيمة، كلما كانت الفهلوة سبيلا إلى الترقى، كلما أصبحت فئات فى المجتمع تعيش بوصفها صاحبة الامتياز فى المكاسب، وكلما كان هناك عدم التوزيع العادل للثروة.

تدهور التعليم حالة تفيد جماعة الإخوان، وتخدم كل حالات التطرف، وتدهور البحث العلمى يفيد الجماعة التى تستفيد أيضا من تدهور كل منظومة الخدمات التى تقدمها الحكومة إلى المواطنين، وتستفيد من تزايد حالة البطالة، والبقاء عليها دون علاج جذرى لها.

لو تأملنا سنوات حكم مبارك، وبحثنا عن حقيقة وسبب تزايد نفوذ جماعة الإخوان والتيارات الإرهابية الأخرى، سنجد أننا كنا أمام نظام حكم يدير ظهره لكل تقدم، ويمارس الاستبداد السياسى بكل صوره، نظام لم يكن له علاقة بالعدالة فى توزيع الثروة، ففى الوقت الذى كانت الغالبية العظمى من الشعب المصرى تعيش على القليل، كانت القلة القليلة هى التى تجمع المال حتى أصبحنا فى بلد محروم أهله من نصيبهم الحقيقى فى الثروة، ومن هنا كانت أساليب الإخوان فى الإحسان والبر بالفقراء تجد صداها القوى، ويرتبط بذلك حكايات توزيع السكر والزيت والسلع الغذائية، والتى كانت تفعلها الجماعة فى كل انتخابات.

وتأسيسا على ذلك أقول، إن الحديث عن المصالحات على قاعدة أننا نعيش فى خناقة بين طرفين هو الخطر بعينه، وأثمن شىء يمكن تقديمه إلى الجماعة هو عدم الدخول إلى المستقبل بخطة مواجهة حقيقية لكل أسباب عدم تقدمنا، فحين نقتحم مشاكلنا بالعلم والديمقراطية والمساواة وانتصار دولة القانون لن تجد الجماعة ما تتغذى به للبقاء على قيد الحياة.

حين نركز فقط على المواجهات الأمنية ضد الإخوان وكل التيارات الإرهابية، فنحن نظلم الأجهزة الأمنية، لأننا نحملها كل الأدوار.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة