يتحدث «فريق الشتات» أحمد شفيق ليخسر يومًا بعد الآخر، فهذا رجل غاضب لمجرد أن صحيفة أو اثنتين تناولتاه بما لا يرضى أو بما هو غير حقيقى.. قد يكون هذا حقه، مع أن رجال الدولة يقدرون على كتم غيظهم وغضبهم، لكن ليس من حقه المطالبة بتدخل الدولة لإيقاف هذه الصحيفة أو تلك عن تناوله، فذلك منطق وطريقة تفكير تؤكد أنه امتداد صحيح وحقيقى لـ«المخلوع» حسنى مبارك، ثم إنه يتعامل مع أخطر تحديات الوطن- 3 يوليو -2013 على أنه مهرجان كان يجب دعوته للمشاركة فيه، والعجيب أنه يصف نفسه بأنه مقاتل، يرفض العودة للوطن لانتزاع ما يراه حقًا له!
«المقاتل» أحمد شفيق يحدثنا عن وقائع تؤكد تزوير انتخابات الرئاسة ضده، ويقدم البراهين نقلًا عن رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، ورئيس جهاز المخابرات الأسبق، ورغم ذلك هو ذاته أعلن قبول النتيجة- المزورة- وأقدم على تهنئة منافسه- المزور- وتفاخر باتصال «أوباما» ثم غادر الوطن لرحلة العمرة التى طالت لسنوات. وأبجديات القتال كانت تفرض عليه إعلان رفضه نتائج الانتخابات، وكان ذلك سيعنى أن يجلس محمد مرسى على مقعده مشكوكًا فى شرعيته.. «السياسى» أحمد شفيق لا يعرف متى يصمت، ولا متى يتكلم، فهو يلوذ بالصمت عندما يكون الكلام ضروريًا وواجبًا، ويملأ الدنيا صخبًا وكلامًا وقت أن تفرض عليه الحكمة الاعتصام بفضيلة الصمت!
لا أنكر على «فريق الشتات» أحمد شفيق تعرضه للظلم فى زمن مبارك الذى رفض لسنوات تقديمه كرئيس للوزراء، ثم دفعه للمحرقة فى لحظة عاصفة! لكنه ظلم نفسه حين اعتقد أن ثورة «25 يناير» لحظة عابرة فى تاريخ الوطن، فتحدث عن «البونبون» وقت أن شاطت الأعصاب، وكانت مصر فى قلب محيط الغضب، وهو مظلوم حين فرضت عليه الظروف تقديم استقالته من حزبه الذى أسسه، لكنه ظلم نفسه حين قبل قرار رفض الاستقالة، وإعلانه رئيسًا لحزبه مدى الحياة، ولو حدث ذلك فلا معنى لقبوله التراجع عن الاستقالة، غير تأكيد صورة المستبد الذى يسكنه مع روحه، ويرفض مغادرة جسده.
هل يعلم «فريق الشتات» أحمد شفيق أن مصر يحكمها رئيس لم يسبق أن تعرض غيره للسباب والنقد والهجوم والضغط من جميع الاتجاهات؟! ورغم ذلك يمضى فى طريق البناء وصناعة المستقبل، متحليًا بالصبر والابتسامة.. إذا كان لا يعلم، فليته يتعلم فضيلة الإصغاء وقيمة الصمت، وقبلها معنى الحياة خلف الكواليس!