أكرم القصاص

الشيخ رفعت يعنى رمضان جانا

الخميس، 18 يونيو 2015 06:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أول ما نسمع صوته وهو يقرأ فهذا يعنى رمضان، حتى لو كنا فى أى شهر من شهور السنة. صوت معجز يختلف عن مئات الأصوات، وهم كثيرون ولهم أصوات عظيمة، لكن الشيخ محمد رفعت وحده يحمل وصف «المعجزة النادرة». وسط ثروة من الأصوات وأسماء كبيرة وفنون مميزة. هناك أجيال ما أن تسمعه حتى تعود إلى ما قبل مغارب رمضان. وهناك حتى من غير المسلمين من ارتبطوا عاطفيا بصوت الرجل وكانوا يسيرون بالمسافات ليستمعوا إليه.

ولد الشيخ محمد رفعت فى مايو 1882 بحى المغربلين بالقاهرة، وفقد بصره وعمره سنتين‏، حفظ القرآن ودرس علوم القراءات والتفسير على أيدى كبار المشايخ. وبعد وفاة والده وكان مأمور قسم، بدأ الشيخ رفعت القراءة بمسجد فاضل باشا بحى السيدة زينب سنة 1918، وعمره 15 سنة، لينفق على أسرته. اشتهر بسرعة، وكان مئات المصريين ينتقلون من أحياء القاهرة، أو يسافرون من بحرى وقبلى ليستمتعوا بقراءة الشيخ رفعت الذى كانت المساجد والسرادقات التى يقرأ فيها تتجاوز فى أعداد الحضور أى من حفلات المطربين الكبار. وكانت المساجد والسرادقات تفيض بالمستمعين من كل مكان.

ومن المفارقات أنه فى افتتاح الإذاعة المصرية 31مايو سنة 1934، كان صوت الشيخ رفعت أول ما يسمعه المصريون، يومها خاف أن تكون قراءة القرآن فى الإذاعة حرام وطلب فتوى من شيخ الأزهر وقتها محمد الأحمدى الظواهرى عن جواز إذاعة القرآن وأجاز له وقرأ الشيخ رفعت أول سورة الفتح «إنا فتحنا لك فتحا مبينا».

وبعدها طلبت منه الإذاعة البريطانية بى بى سى تسجيل القرآن، فلم يوافق فى البداية واستفتى الإمام المراغى فأجاز له، وسجل الشيخ رفعت سورة مريم، وتحدثت عنه الكثير من التقارير لأنه كان ذا صوت معجز.

وصف الأديب محمد المويلحى الشيخ رفعت بأنه «سيد قراء هذا الزمن،.. بصوته فقط يأسرنا ويسحرنا دون أن يحتاج إلى أوركسترا». وقال عنه الموسيقار محمد عبدالوهاب إن صوت الشيخ محمد رفعت ملائكى يأتى من السماء لأول مرة.

والمدهش أن الشيخ رفعت بالرغم من شهرته لم يكن يحصل على مقابل كبير، وأصيب عام 1943 بالزغطة واتضح أنه مصاب بسرطان الحنجرة، وتوقف عن القراءة، ورفض عروضا كثيرة من أثرياء مصريين وعرب للعلاج فى الخارج، وتوفى فى 9 مايو عام 1950.

ترك تسجيلات، ولم تكن التكنولوجيا متاحة وكانت على أسطوانات معدنية ضخمة، احتاجت جهدا كبيرا لتنقيتها. ومع هذا ظل صوته علامة على رمضان، مثل النقشبندى و«رمضان جانا»، مثالا على فن القراءة الذى كان واحد من أندر رواده.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة