بساطة الأهالى
"اليوم السابع" عاش يوما بين أهالى القرية البسطاء الذين كانوا يعيشون فى هدوء تام لا تستطيع أن تفرق بين بيت مسلم أو قبطى، محلات يمتلكها الأقباط والمسلمين، بائعات للخضروات من الأقباط يشترى منها المسلمون، محلات جزارة للمسلمين يشترى منها الأقباط.
الرسول الكريم والأديان خط أحمر
التقينا فى البداية مع يحيى توفيق 60 سنة فلاح ابن عم أيمن يوسف الشاب القبطى، والذى أكد أن أيمن فلاح لا يجيد القراءة والكتابة، ولو فعل تلك الفعلة فيجب تقديمه للمحاكمة مباشرة، لأن الرسول الكريم والأديان خط أحمر.
وأضاف نجل عم أيمن "فوجئنا بشباب القرية يتهمون أيمن بنشر صور للرسول الكريم، وحاولوا التهجم على منزله الذى يقطن فيه والده وأشقاؤه عماد يوسف 35 سنة متزوج لديه 4 أبناء، وعاطف يوسف 45 سنة متزوج ونور يوسف 40 سنة متزوج ولديه بنت واحدة، فتدخل أهالى القرية من مسيحيين ومسلمين.
الفتنة أشعلتها صفحات الفيس بوك
أما الشيخ عبدالوهاب أحد أبناء القرية فقال: "القصة بدأت بأن أيمن له صفحة على الفيس بوك وكل أصدقائه من مسلمى القرية عليها، وفى ليلة وجد أحد الشباب أيمن ينشر صورة مسيئة لسيدنا محمد على صفحته الشخصية، وطبع ما كتبه أيمن على ورقة واتصل به وطالبه بالاعتذار عما بدر منه، وبالفعل كتب أيمن اعتذار على صفحته ثم أغلق تلك الصفحة.
محاولة إشعال الفتنة
وأضاف الشيخ عبدالوهاب أنه لم يتعرض أحد من شباب القرية لمنازل الأقباط، لكننا فوجئنا بمجهولين يقومون باضرام النيران فى بعض العشش الكائنة فى الاراضى الزراعية والخاصة ببعض الأقباط فى القرية، والتى تبعد نصف كيلو عن القرية فى محاولة منهم لإشعال الفتنة مرة أخرى.
اعتذار الشاب القبطى
أما توفيق عم الشاب القبطى فقال: "بعد لما سمعت باللى حصل كلمت أيمن، وقال أن تليفونه اتسرق منه، وفى واحد خد الصورة ونشرها على صفحته عشان يشعل الفتنة، لأننا عايشين فى القرية من 60 سنة ومحصلش أى حاجة قبل كدة، وأيمن قالى إنه اعتذر عن اللى حصل وأقسم أنه مكنش يعرف أن دى صور مسيئة للرسول، وبعد اللى حصل قفل صفحته اللى كان بيكلم عليها زوجته وأولاده.
وقوع مناوشات واشتباكات لفظية بين أهالى القرية
ويقول فوزى ناشد 75 سنة، إننى فوجئت بحرق عشش خاصة بى على أطراف القرية، رغم أننى لم أرتكب أى ذنب ولا توجد عداوة بيننى وبين أحد فى القرية، ورغم ذلك تم حرق منزلى وبه طيور وماشية، وتسبب ذلك فى وقوع مناوشات واشتباكات لفظية بين أهالى القرية، لولا سرعة تدخل اللواء هشام درويش نائب مدير الامن لقطاع الجنوب والعميد خالد جبيلى رئيس المباحث الجنائية ببنى سويف والعقيد عمرو العدل مأمور مركز الفشن، حيث تم السيطرة على الوضع قبل أن يتطور.
ممتلكات المسيحيين مصانة
ويقول مصطفى محمد أحد شباب القرية، إنه لم يحدث أى تهجير لأى من أبناء القرية ولا أسرة الشاب، فكل ممتلكاتهم وبيوتهم مصانة وفى أمان، مطالبًا بعودة الهدوء للقرية مرة أخرى حتى نعيش فى وئام، كما كنا من قبل ويعود الحب والتواصل بين مسلمى ومسيحى القرية مرة ثانية بعد حدوث مقاطعة بينهم بسبب تلك الواقعة.
عمدة القرية ينفى التهجير
من جانبه أكد أحمد ماهر أبو قايد عمدة قرية كفر درويش التابعه لمركز الفشن جنوب محافظة بنى سويف، أن ما يتداول على مواقع التواصل الاجتماعى (الفيس بوك) عن قيام أهالى قرية كفر درويش المسلمين بتهجير 6 أسر مسيحية تعيش فى القرية لا أساس له من الصحة، وأنه تم الاتفاق على نقل المدعو يوسف توفيق والد الشاب أيمن يوسف توفيق المتهم بالإساءة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى مكان آمن حتى تهدأ الأمور فى القرية ويعود مرة أخرى للقرية.
المحافظ يصطحب الأقباط إلى القرية اليوم
من جانبه، أكد المستشار محمد سليم محافظ بنى سويف على هدوء الأوضاع داخل قرية كفر درويش التابعة لمدينة الفشن جنوب المحافظة، مؤكدًا عودة الأسر المسيحية المهجرة من قرية كفر درويش إلى منازلها اليوم الثلاثاء، بعد عقد جلسة صلح ووفاق بين أهالى القرية المسيحيين والمسلمين، مضيفًا فى تصريحات له، على اصطحابه للأسر المسيحية إلى منازلهم، بعد إنهاء حالة الاحتقان المتواجدة بالقرى، وعقد لقاء مجمع داخل القرية عصر اليوم.
يذكر أن محافظ بنى سويف عقد عدة اجتماعات باللواء محمد أبو طالب مدير أمن بنى سويف، وأهالى القرية واتصالهم بنيافة الأنبا اسطفانوس أسقف ببا والفشن وسمسطا فى محاولة للسيطرة على الموقف هناك.
كان اللواء محمد أبو طالب مدير أمن بنى سويف، قد تلقى إخطارا من العقيد عمرو العدل مأمور مركز شرطة الفشن يفيد قيام عدد من شباب قرية كفر درويش المسلمين بالهجوم على منزل شاب مسيحى يدعى أيمن يوسف وحاولوا إشعال النيران به وإحراقه، إلا أن عمدة القرية أحمد ماهر ومشايخ القرية قاموا بمنعهم ووقفوا حائلا لمنع قيام الشباب المسلم بحرق منزل الشاب المسيحى، وعلى الفور انتقلت القيادات الأمنية وعلى رأسهم اللواء محمد أبو طالب مدير أمن بنى سويف إلى القرية، حيث تبين أن سبب ذلك يرجع إلى قيام شاب مسيحى يدعى أيمن يوسف توفيق 28 سنة من القرية ويعمل بالأردن بعرض صوره مسيئة للرسول محمد عبر صفحته عبر الفيسبوك مما أغضب الشباب المسلم بالقرية الذين تجمعوا وقرروا القيام بحرق منزل الشاب المسيحى، وتم فرض كردون أمنى فى القريه لمنع وقوع احتكاك بين المسلمين والمسيحيين، وقامت القيادات الأمنية بعقد إجتماع مع المسلمين والمسيحيين بالقرية وتم عقد جلسة صلح بين الطرفين مقابل أن يترك أيمن يوسف توفيق وزوجته منزله بالقرية ويعيش فى مدينة الفشن مؤقتا حتى تهدأ الأمور فى القرية، ووافق الطرفان على ما جاء بجلسة الصلح وأمر مدير الأمن بفرض كردون أمنى فى القرية حتى تهدأ الأمور.
