أكرم القصاص

فى مسألة الجنسية.. خليك فى أمريكانك!

الثلاثاء، 02 يونيو 2015 07:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن يلجأ محمد سلطان لاستخدام جنسيته الأمريكية فهذا حقه، أما الجدل الجارى حول الوطنية من عدمها، فهذا أمر محسوم بالنسبة للإخوان، مبكرا وآراء قياداتهم ومفكريهم تحسم هذا. وربما اللافت فى خطاب محمد سلطان لأوباما هو أنه يستخدم كلاما دعائيا عن الولايات المتحدة لم يعد حتى الأمريكيون يستعملونه، بل إنه كان ضمن بيانات سادت الولايات المتحدة أثناء المكارثية، لكن الشاب يبدو منشكحا وهو يلقى خطاب الاستغاثة، وكان يكفى أن يطلب من أوباما التدخل، فضلا عن أن قانون الأجانب هو ما سهل إطلاق الشاب. وهو أمر يبدو نوعا من التمييز لصالح الأجانب، بينما المواطن المصرى لا يملك هذا الحق، وهو أمر يحتاج لتعديلات، حتى لا يصبح الأمر تفضيلا للأجنبى.

وبجانب الخطبة الركيكة التى ألقاها سلطان تأتى قدرته الهائلة على تمثيل دور المريض المضرب، وتم تسويق صورة واحدة لشاب باهت شاحب مقعد ومتهالك، ثم يظهر بشكل مختلف تماما وفى كامل لياقته البدنية، وسلطان ليس وحده الذى يجيد هذا، هناك دائما من يفعل ذلك بشكل احترافى، بل ربما كان جزءا من قدرات الإرهابيين فى وقت ما هو لعب دور الميت فى السجون، وبعد أن هربوا أو خرجوا اتضح أنهم مازالوا قادرين على الإرهاب، سلطان يبدو مدربا بشكل جيد.

النقطة اللافتة الأخرى هو أن الشاب سلطان كان ناجحا جدا فى الدعاية لنفسه كضحية، بينما هو فى خطابه الأمريكى يقر أنه كان يمارس نشاطا سياسيا فى مصر، ويبرر ذلك بكلام إنشائى عن وطن الحرية وبلد العظمة الإنسانية، ولا يقدم تفسيرا لكونه ترك وطن الحرية ليأتى إلى بلد آخر ليس حرية فقط هو استعمل جواز سفره المصرى ليدخل فقط ثم ألقاه عندما كان يريد الخروج. وربما كان أفضل له أن يبقى فى أمريكاه التى ينتمى إليها تماما ونشأ فيها، وهو أمر يلفت النظر لدى قطاعات واسعة من جماعة الإخوان يحملون جنسيات أمريكية أو أوروبية وهم كثير، وكان منهم عدد فى القصر الجمهورى مع مرسى، ولا بأس لو كانوا خبراء أو علماء، لكنهم مجرد كوادر بالجماعة يحملون جنسيات مختلفة، وهو أمر ربما يجعل الصورة أقرب لتنفيذ تكليفات منها ممارسة دور سياسى. والأمر هنا لا يتعلق بنظريات مؤامرة، لكنه يتعلق بأسئلة طرحها محمد سلطان، عندما اضطر متأخرا للإفصاح عن أمريكيته، وربما يوضحها أكثر متنازلون عن جنسياتهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة