بعد افتتاح حاكم ولاية كاليفورنيا السابق، جيب بوش، رسميا حملته للفوز بترشيح الحزب الجمهورى للمشاركة فى انتخابات الرئاسة الأمريكية فى عام 2016، تتضح معالم المشهد الانتخابى الأمريكى شيئاً فشيئاً، وتتزايد فرص حدوث مواجهة سياسية من طراز فريد بين آل بوش وآل كلينتون، فى ظل وجود احتمالية عالية لفوز السيدة هيلارى كلينتون بترشيح الحزب الديمقراطى لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
جيب بوش هو ابن وشقيق لرئيسين أمريكيين سابقين، ويبدو أنه يخشى أن يدفع فاتورة الإرث السياسى العائلى المحاط بقدر هائل من الجدل، لذا فقد ظهر اول إعلان دعائى فى حملته الانتخابية باسمه الأول فقط (جيب) من دون ذكر اسم عائلته، فى إشارة توحى برغبة واضحة فى التخلص من أى أعباء سياسية قد يلقيها اسم العائلة على كاهله، فضلا عن رغبة فى حفر تاريخ لنفسه بمعزل عن التربح السياسى من اسم العائلة، خصوصا أن ذكر اسم العائلة بمنزلة تحصيل حاصل ولن يضيف له شيئا بقدر ماقد يخصم من رصيده المفترض.
هيلارى كلينتون، على الجانب الآخر، تمضى بخطى واثقة للفوز بترشح الديمقراطيين، ولكنها تنظر للمسألة العائلية من منظور مغاير ربما لأنها تحتاج إلى اسم زوجها بيل كلينتون لتذكير الناس بإنجازاته على الصعيد الاقتصادى فى وقت يحتاج فيه الناخبون إلى جرعات من الأوكسجين فى هذا الملف الجماهيرى تحديدا، والذى يتفوق فى تاريخ الرئيس السابق كلينتون على الإرث السلبى الملغوم والمرتبط بالفضائح والمغامرات الجنسية.
كلينتون الزوج حقق نجاحات اقتصادية مشهودة فى التاريخ الأمريكى، حيث نجح فى تحويل عجز الموازنة المالى من نحو 290 بليون دولار فى عام 1992 إلى فائض مالى بلغ 250 بليون دولار فى نهاية فترته الرئاسية الثانية عام 2000، كما نجح فى معالجة تفاقم البطالة وخفضها بمعدلات لم تكن مسبوقة فى العقود الثلاثة التى سبقت فترة حكمه من خلال ضخ نحو 22 مليون فرصة عمل جديدة فى الاقتصاد الأمريكى، ليسقط بجدارة وجهة نظر جورج بوش الأب الذى وصف بيل كلينتون فى عام 1988، بأنه "حاكم فاشل لولاية صغيرة".
هيلارى كلينتون من ناحيتها تمتلك طموحا لا يقل عن جيب بوش، فهى تريد بناء مجد سياسى لنفسها فى البيت الأبيض، كما تريد أن تكون أول رئيسة فى التاريخ الأمريكى، وتتسم بقدر عال من النشاط والدبناميكية حيث قطعت أثناء تولى منصب وزير الخارجية نحو مليون ميل وقامت بزيارة 112 بلدا، وقضت نحو 500 يوم على متن الطائرة الرئاسية وأكد هذه المعلومات الرئيس أوباما ذاته فى أحد تصريحاته الصحفية، ومن ثم لن يعوقها عن طموحها الرئاسى وسى حالتها الصحية التى لعبت دورا ما فى عدم مواصلتها سلسلة النجاحات إبان تولى حقيبة الخارجية الأمريكية.
رغم المسافة الزمنية التى تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أن السباق يبدو مثيرًا للاهتمام من بداياته، فهو ينطوى على احتمالية عالية لصراع عائلى سياسى فريد، كما أن طرفيه هيلارى ـ جيب يمثلان مدرستان عريقتان فى السياسة الأمريكية، وفوز أى منهما قد يكون خبرا سيئا لأطراف عدة فى العالم، خصوصا إيران، التى لن تكون سعيدة على الإطلاق بوجود هيلارى كلينتون أو جيب بوش فى البيت الأبيض، فالأولى قالت فى حملتها الانتخابية السابقة فى مواجهة الرئيس أوباما أنها ستمحو "إيران من الخريطة" إذا فكرت طهران فى مهاجمة إسرائيل، ولديها قناعة ما بأن إيران تدعم الإرهاب وتنشر الفوضى فى الشرق الأوسط، أما جيب بوش فهو سليل عائلة متشددة فى السياسة الخارجية الأمريكية ناهيك عن الإرث التقليدى للجمهوريين فى التعامل الخشن مع طهران.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة