مدهش ومثير أن يسبق القائمون على صناعة الإعلان، إمكانيات وإبداع المنوط بهم إنتاج الدراما، المسلسلات، ولا أغالى إذا قلت إن قدرات وكالات الإعلان، تفوقت على الصحافة والدراما بكل ما يجب عليهما تقديمه فى زمن الخطر والتحدى.
الإعلانات فى شهر رمضان ركزت على مشروعات الصناعة لترويج ما تنتجه من سلع.. وتهتم بالبناء سواء كانت مشروعات تقوم عليها منظمات المجتمع المدنى أو الدولة والقوات المسلحة.. كما تجاوزت إعلانات التحريض على التبرع، زواية تقديم المساعدات متمثلة فى موائد الرحمن وغيرها من أعمال الخير، وذهبت إلى دفع الناس للمساهمة فى بناء المستشفيات، ومساعدة الفقراء فى النهوض بمستواهم من حيث السكن بتطويره والمشاركة فى توصيل المياه، وبناء شبكات الصرف الصحى، ولعلى أتجنب تقديم الأمثلة والنماذج، تاركا هذا الملف للصحافة وبرامج التوك شو لكى تناقشه دون أدنى حرج.. وهى مفارقة غريبة وعجيبة، بقدر ما تدعو للتفاؤل وضرورة الإشادة بالقائمين على صناعة الإعلان!!
ويجب الاعتراف بأن الدراما مازالت تعيش فى زمن ما قبل ثورتين انقلب فيهما الشعب على الفساد والفاشية.. مع أهمية وضرورة الإشارة للاستثناء كما نتابع فى مسلسلات «حارة اليهود وبعد البداية وحق ميت» وقد يكون هناك غيرها.. أما أعمال التجارة بأزمات المجتمع، وترويج الفساد مع تجميل صورة الجريمة وإبراز ما يثير الغرائز مع التسابق على كشف عوارت المجتمع.. فيجب أن نفهم ضرورة طى صفحتها، فالمجتمع متعطش لرؤية تضحياته على الشاشة.. فهل شق قناة السويس الجديدة فى عام واحد، ليس فيه عشرات القصص والحكايات التى تقدمها المسلسلات؟! وهل نزول رئيس الوزراء والوزراء والمحافظون للشوارع، ومتابعة تلال الأزمات والمشاكل التى صنعها زمن الفساد وتاجرت بها الفاشية.. لا تستحق رؤية من يكتبون الدراما؟!
حالة المجتمع تجعلنى أتذكر العبقرى أسامة أنور عكاشة الذى يجعلنى أتذكر المثل القائل: «فى الليلة الظلماء يفتقد البدر»، وكذلك محمد صفاء عامر مع دعواتى بالصحة للأستاذ «محفوظ عبدالرحمن» وغيرهم كانوا يدفعون المجتمع للأمام.. عكس الذين يكرسون معانى الوقوف محلك سر أو العودة للخلف.. مؤسف جدأ أن تكون تلك حالة الإعلام والدراما، لكن الإعلان حفظ ماء الوجه هذا العام.. وتلك طاقة نور أفضل أن أطل منها باعتبارى أحد إمام المتفائلين.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة