إذا كان يوسف القرضاوى يرى فى وقفة الإخوان خلف القضبان، حسب ما نشره فى صفحته: «طلائع الفجر الباسم وخير من الدنيا وما فيها»، فلماذا لا يعود إلى مصر ويسلم نفسه ويستمتع بوقفة طلائع الفجر الباسم وينال خير الدنيا وما فيها، وينصب نفسا إماما للجهاد فى السجون وليس القصور، ويدافع عن قضية الإخوان التى وهب حياته لها، أم أنه مجرد ظاهرة صوتية ومناضل من ورق، يحترف التهييج والتحريض وإثارة الفتن، ويلقى بالشباب المخدوع إلى التهلكة، ويزايد الآن على كبار السن من جماعته الذين صدرت ضدهم أحكام قضائية عادلة، ويضحك عليهم بالفجر والنعيم والخير، وهم يعلمون جيدا أنه يخدعهم بنفس الأكاذيب التى خدعوا بها غيرهم.
القرضاوى لم يكن فى يوم من الأيام مصرى القلب والعقل والضمير، ولم يعش هموم مصر وآلامها وانتصاراتها وانكسارتها، ووهب حياته منذ عشرات السنين لقضيتين «الأموال والإخوان»، فاكتنز المليارات ويعيش عيشه الأمراء والملوك، ولم يضبط ذات مرة بعمل مشروع خيرى لإعانة الفقراء والمعوزين فى بلده، لأنه لا ينتمى للأرض ولا يستسيغ مياه النيل ولا يشعر بالحنين لوطن هاجر منه منذ عشرات السنين، ويتباهى بجنسية قطر وأميرها وحكامها، ويمتدحهم فى الخطأ قبل الصواب، اما مصر بالنسبة له فهى مجرد شقة مفروشة يسكنها المصريون، ووهب القرضاوى حياته لتمليكها للإخوان أهله وعشيرته، ولا تعدو الجنسية المصرية أكثر من صك، يمنحه حق التدخل فى شؤونها وقيادة مؤامرات الإخوان ضد سيادتها واستقلالها.
الجمعة 3 نوفمبر 2012 كان يوما أسود فى تاريخ الأزهر، عندما اعتلى القرضاوى منبر الزهر ملقيا خطبة الجمعة، ومحتفلا بسيطرة الإخوان على مصر ومبشرا بقرب إعلان الخلافة الإخوانية، واستقبله أهله وعشيرته استقبال المنتصرين، وأطلقوا على قدومه الفتح الثانى لمصر، وقف على نفس المنبر الذى وقف عليه جمال عبدالناصر فى حرب 56، يحتمى بشعبه فى مواجهة العدوان الثلاثى، صارخا: «إذا كانت بريطانيا تعتبر أنها دولة كبرى، وفرنسا تعتبر أنها دولة كبرى، إحنا شعب مؤمن، حيكون شعارنا دائماً الله أكبر، الله يقوينا، والله ينصرنا، نعتمد على الله وعلى أنفسنا، وسنجاهد ونكافح ونقاتل، وسننتصر بإذن الله.. والله أكبر.. والله أكبر».. وهذا هو الفرق بين الخائن والزعيم.
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الرازق يوسف محمد رشدان
طبعا
عدد الردود 0
بواسطة:
ادعو لمصر
عبد الناصر