رمضان زكى معتوق يكتب: والله زمان يا رمضان

الأربعاء، 24 يونيو 2015 02:06 م
رمضان زكى معتوق يكتب: والله زمان يا رمضان رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقبل رمضان وهل علينا كالعادة شهر الخير واليمن والبركات، وحيث إننى أتواجد وأسرتى هذا العام خارج أرض الوطن، فقد سألنى أكبر أبنائى أين رمضان؟ ويقصد أين مظاهر هذا الشهر الكريم التى اعتدنا عليها فى بلدنا الغالية مصر، وهنا أجد نفسى تلقائيا أعود بالذاكرة لأيام الطفولة فى شهر رمضان، فرغم تعاقب السنين ومرور الأيام وتوالى الليالى وتغير الأماكن إلا أن مظاهر الشهر الكريم فى الطفولة ستظل عالقة فى الوجدان، فالمشى فى شوارع قريتنا حاملين الفوانيس البسيطة ذات الشمعة مرددين "حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو" ابتهاجا واحتفالا بالشهر الكريم وانتظارا للحظة سماع صوت المدفع ثم الأذان، لنترقب فى شغف لحظات قليلة هى فرق التوقيت المحلى للأذان ومن ثم نبدأ فى تناول الأطعمة الشهية والمشروبات البسيطة وسط لمة الأهل والأسرة.

ولا أنسى منظر المساجد وصوت القرآن الكريم فى المذياع وخواطر الشيخ الشعراوى وصلاة التراويح، ناهيك عن مظاهر الكرم والتعاون بين الناس فى هذا الشهر الكريم فالكل يتسابق فى فعل الخير فى شهر رمضان لتتجلى صورة الإحسان والتعاون والكرم والعطاء وحسن الجيرة فى أبهى صورها، حتى التلفزيون كانت المشاهدة للأعمال الفنية تخلو من الابتذال والسخف فطوطة وجدو عبدة وعمو فؤاد وبوجى وطمطم. وبعيدا عن الجمعيات التعاونية والأسواق المركزية التى نرتادها حاليا لشراء الأطعمة ومستلزمات الشهر وخلافه فستظل شوارع الوطن هى الأبهى والأحلى والأجمل بزينتها فى نهار رمضان فصانع الكنافة والمعجنات وبائع الفواكه والخضراوات والجزار وبائع المخللات التى تختلط فيها الأصناف المخللة بألوانها المختلفة فى منظر لا نراه سوى فى بلدنا فى شهر رمضان، ودائما كانت تنتهى سهرات رمضان بصوت طبلة المسحراتى قبل أذان الفجر والمسحراتى علامة مصرية مسجلة فما أحلى مروره أمام المنزل ونحن نترقب أن نراه فى فرحة عارمة، وأخيرا يأتى رمضان وتأتى معه كل عام أجمل الذكريات التى ستظل تسير بنا رغم الكبر ورغم بعد المسافات إلا أننا سنبقى دائما حاملين عبق الشهر الكريم من تلك الركيزة من الذكريات الخامدة فى وجداننا لنخرج بعضا منها كل رمضان حينما نشعر بحالة من الفتور وشبه الانقراض لمظاهر هذا الشهر الكريم بعيدا عن أرض الوطن فما أحلاك يا رمضان فى الوطن وأخيرا اللهم، كما بلغتنا رمضان فارزقنا حسن العبادة والتقرب اليك وتقبل صيامنا وركوعنا وسجودنا واجعل الأمن والسلام يحلان على أمتنا العربية وابعد عنا الضغينة والكره والانشقاق والتفرقة وأهدى النفوس وارفع الظلم عن المظلومين فى كل مكان أمين يارب العالمين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة