د. حسن صادق هيكل يكتب: شهر رمضان وإحياء عقيدة المؤمن

شهر رمضان هو من شهور الله المباركة كما أنه من شهور الإسلام المشهودة عبر التاريخ والأزمان، وهو شهر نزول القرآن الكريم دستور الله السماوى إلى أهل الأرض والخلائق أجمعين الذى نزل به الروح الأمين جبريل عليه السلام من رب العالمين على أمام الأنبياء وسيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , كما أنه هو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار وفيه ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر.

شهر رمضان أيضا هو الإنتصارات الكبرى فى الإسلام ففى يوم 17 من رمضان عام 2 هـ انتصر المسلمون على مشركى قريش فى غزوة بدر الكبرى , وفى يوم 21 من رمضان عام 8 هـ فتح النبى والرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة، وفى رمضان عام 92 هـ انتصر المسلمون بقيادة طارق ابن زياد على الصليبيين الأسبان فى موقعة وادى برباط وتم فتح الأندلس، وفى رمضان عامى 583 و584 هـ وبعد عام من انتصار المسلمين بقيادة السلطان صلاح الدين الأيوبى على الصليبيين فى موقعة حطين وبعد فتح بيت المقدس تم فتح مدينتى صور وصفد، وفى 25 رمضان عام 658 هـ انتصر المسلمون بقيادة السلطان قطز على التتار فى موقعة عين جالوت، وفى يوم 10 رمضان السادس من أكتوبر عام 1393 هـ سنة 1973 م انتصر المصريون على الإسرائليين وتم تحرير سيناء المصرية، كما أن شهر رمضان المبارك هو شهر قراءة القرآن الكريم، وإحياء وتجديد عقيدة المؤمن والمسلم فى كل عام، ففيه تتكدس المساجد بعمارها من المصليين والراكعين والساجدين والقائمين والمتهجدين والعابدين والزاهدين والعاكفين والتائبين والمستغفرين والعائدين والراجعين إلى الله، وفى شهر رمضان الفضيل تتكاثر فيه أعمال الخير والبر والتراحم والتزاور والتعاون والتكافل وموائد الذكر وموائد الرحمن، كما أن صيام شهر رمضان الكريم هو أهم الفرائض والأعمال البينية والغيبية بين العبد وخالقه سبحانه وتعالى والتى لايعلم ثوابها وجزاءها إلا الله تعالى، وأخيرا فان صيام شهر رمضان الفضيل هو أهم مظهر من مظاهر الطاعة والتقوى وخضوع وخشوع عباد الله الصائمين لأوامر الله الخالق جل فى علاه كما أنه مظهر آخر من مظاهر التوجه والتعرف والتقرب إلى الله، كما أنه مظهر آخر من مظاهر ممارسة وتطبيق العدالة والمساواة بين الناس أمام رب العالمين, فهل نستطيع استثمار شهر رمضان الفضيل فى إحياء عقيدة المؤمن، وتطوير الخطاب الدينى وإحياء وحدة العالمين العربى والإسلامى , وترسيخ مظاهر العدالة والمساواة والتكامل والتكافل الإجتماعى بين الشعوب العربية والإسلامية؟