ليست هذه السطور من قبيل تخاريف صائم، وإن اعتبرها المخالفون فى الرأى هكذا فليكن، ولأن السؤال هو وسيلة الباحث عن الحقيقة كما يفول الفلاسفة دعونا نسأل.
1 - هل من المنطقى أن يقتحم منازلنا كل هذا الكم من الإعلانات بهذه السماجة والاستفزاز غير المسبوق، وهل صناعة الإعلام المصرى صارت بلا صاحب، وبلا معايير، لأن الإعلام تركته الدولة للسماسرة ورجال الأعمال، متمثلا فى أصحاب الفضائيات ووكالاتهم الإعلانية، الإجابة نعم، الإعلام المصرى الآن بلا عقل وبلا ضمير، المعيار فقط هو المال، صناع الميديا يقولون إن شهر رمضان يكلفهم مليار جنيه، وأن رمضان هو الفرصة للم الغلة والأرباح حسب كلام أصحاب السبوبة، لن تغطى المبلغ كله، وإنما تغطى فقط 80% من المصروف، وبالكلام هنا على كل الفضائيات الموجهة للمصريين، ومنها فضائية سعودية أنفقت على الدراما والبرامج الرمضانية نصف المليار وحدها، والكارثة فى هذا النوع من الإعلام أنه يسحب المشاهد لمنطقة التسطيح والتفاهة، ويجعل الإعلام مطية للإعلان، ورغم أن الإعلان فى العالم كله له أكواد ومواثيق، لكن فى مصر تحول إلى «بزرميط»، لم أجد كلمة معبرة أخرى، ولذلك أيضا صارت الدراما سلعة مجرد سلعة فى يد المعلن، لبث الإعلان، وصارت الغلبة للمنتج، وليس للفن أو القيم الدرامية، ومن المستحيل متابعة عمل درامى وسط هذا المولد الذى يبدو بلا صاحب، والحقيقة أن له أصحابا من المحتكرين والمتحكمين فى سوق الميديا، وفى ظل غيبة الدولة والحكومة غابت كل القوانين والأجهزة المنوط بها حماية المشاهد الضحية لهذا الهبل، وتلك الفوضى، أما الطامة الكبرى فهى أن الدراما فضلا عن أنها تلبى طلب صاحب المحل المعلن فهى تنتج وتعرض بلا رقيب، ولأننا فى غيبوبة تامة صارت المسلسلات تصنع وتطبخ من المنتج للشاشة مباشرة، لا توجد قراءة للنص أو مشاهدة للعمل، وبالتالى طبيعى جدا أن نشاهد أسوأ مافينا على الشاشة، وتحولت مصر لبلطجية، وعاهرات وشمامين، واستعراض لكل أنواع الموبقات، هل من الطبيعى أن نشاهد دروسا لتعاطى البودرة؟ أو مشاهد مطولة لبيوت الدعارة، والمواخير، وترديد كلمات العاهرات؟ واستعراض اللحم الرخيص فى أكثر من مسلسل؟ أو نشاهد ممثلة تفخر بممارسة الشذوذ مع زميلتها؟ أو نشاهد ولدا يضرب والده، أو بنتا تمسخر أمها، أو فتاة تقول لصديقها أنت جبار فى أوضة النوم، وهى «تتقصع» لتعطى دروسا فى العهر المجانى؟ قد يسألنى أحدكم وهل الأعمال تعرض بدون رقابة؟ الإجابة قالها رئيس الرقابة على المصنفات، وأكد أنه لم تعرض عليه هذه الأعمال، وطبعا لأن ماسبيرو لم يعد ينتج، وهو الذى كان يقود مركب الدراما ويحكمها، صارت الشاشة فضيحة بجلاجل، والجمهور ضحية السماسرة، وقوتنا الناعمة صارت وكستنا وعارنا لكل ذلك، أنا مع بيان أشرف زكى ونقابة الممثلين لكن البيان لا يكفى، الرقابة لها دور يتجاوز البيان، ويتطلب آليات منجزة للردع والتقويم.
2 شبشب الوزيرة
هل تندهش عندما تقرأ أن وزيرة السكان أقالت أمين عام مجلس الطفولة د. نهى العشماوى، لأنها اعترضت على مخاطبة الوزيرة لها بشكل غير لائق، وقالت لها «اللى مَش هاينفذ تعليماتى هانزله بالشبشب»، الوزيرة الجديدة التى حملها السيسى مهمة وضع استراتيجية للحد من الانفجار السكانى سبب كل بلائنا الاقتصادى تتعامل بالشبشب، وأول القصيدة «شبشب» طب خليها «سابوه» أو «مانتوفلى»!!
قرية جولدا مائير فى مصر
لو أن الفراعنة العظام يعلمون أن القرية الفرعونية المقامة فى نيل الجيزة ستعلق صورة للسفاحة الصهيونية جولدا مائير، وتعتبرها من أهم مائة شخصية عالمية عظيمة لرفضوا إطلاق اسمهم على القرية التى تستثمر مجدهم، الكارثة أن من فعلوا هذه الفضيحة لم يقرأوا التاريخ، رغم أنهم يستثمرون فيه، لو يعلمون ما فعلت هذه الحيزبون فينا لكانت مصيبة، وإن لم يعلموا فالمصيبة أعظم، هذه الحيزبون هى من أمرت بضرب مدرسة بحر البقر، ومصنع أبو زعبل فقتلت أربعين طفلا، امتزجت دماؤهم بصفحات كراريسهم البيضاء، وقتلت سبعين عاملا أثناء وجودهم بالمصنع، وهم عزل مدنيون، وهى من أمرت بحرق المسجد الأقصى، وهى من قالت، أحلم باليوم الذى لا يوجد فيه طفل فلسطينى أو عربى، وهى من قالت، يوما ما سيتحقق حلم إسرائيل الكبرى من النيل للفرات، أقول كمان، المحزن أن بعض سيدات مصر الكريمات حضرن الاحتفالية، ووضعت صورهن مع صورة السفاحة الصهيونية ولم يرفضن، السؤال هل ما حدث يمثل أحد مظاهر الغيبوبة التى نعيشها الآن؟ اقرأ المقال من أوله ورمضان كريم أوى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة