فارق كبير بين القرن الماضى وهذا القرن، لقد ظللنا فى مصر حتى بداية السبعينيات لا نعرف من الصحف إلا صحف الدولة التى لا تخرج عن سياستها وإذاعات الدولة، بينما الإذاعات الأجنبية عليها تشويش كبير، فى السبعينيات تغير الأمر قليلا، وهكذا ولن أحكى فأنتم ترون الآن أن الميديا أصبحت متاحة على الهواتف الذكية من كل الدنيا، لكن للأسف لا نزال نرى مانشتات صحف وبرامج إعلامية تجعل من أى موضوع يخص الدولة موضوعا جبارا سلبا أو إيجابا، وإيجابا أكثر طبعا الآن، ثم حين ينتهى الموضوع إلى لا شىء يبدأ شباب الإنترنت فى التعليق بنشر الصحف التى هللت ومانشتاتها، والبرامج التى صفقت، وهى بالطبع موجودة على اليوتيوب لمن يريد، ويصبح المرار طافحا، سياسة التخاطب مع القارئ أو المستمع كما كان يحدث فى القرن الماضى الذى انتهى بفشل ذريع، مستمرة فى وقت لا يتيح لها الاستمرار، أقول ذلك بمناسبة اقتصادية وسياسية، الأولى تشمل مسألتين: مسألة بناء مليون وحدة عن طريق شركة «أرابتك» الإماراتية، وما انتهى إليه الحال، وبعدها مسألة بناء العاصمة الجديدة وما انتهى إليه الحال أيضا، لا المليون وحدة تم البدء فيها والحديث عن زوال المشروع هو السائد، ولا العاصمة الجديدة بدا أنها ستبدأ، أكتب هذا الكلام وأمامى خبران، الأول فشل الاتفاق مع الإمارات أيضا، والثانى تصريح من مجلس الوزراء بأن المفاوضات لا تزال جارية، وسؤالى لماذا وكيف انتشر خبر فشل الاتفاق بهذه الكثافة؟ المغامرة بنشر خبر الفشل ليست أمرا سهلا، ولا بد له من أصل، لكنى لن أهتم بذلك، سؤالى كيف تتحول هذه الموضوعات إعلاميا إلى حياة أو موت للمصريين بينما هى عمل من أعمال الحكومة التى لا بد أن تعمل، وإذا كانت الصحف تبحث عن مشترى ومن ثم تشتعل مانشتاتها، فلماذا تفعل ذلك القنوات الفضائية ولديها برامج فنية وغيرها، مما يجذب الإعلانات أكثر، حين ترفع إنسانا إلى قمة الهرم ثم تتركه يسقط أمرا صعبا جدا لا يجب أن يخفى على الإعلام ولا على الحكومة أو النظام إذا كان يعرف وضع الميديا الآن، الأمر السياسى هو ما جرى فى مسألة احتجاز مذيع قناة الجزيرة أحمد منصور، تسابق فى مانشتات أن مصر تستعد لاستلامه من حكومة ألمانيا، وأن وفدا أمنيا مصريا سافر إلى ألمانيا وأن وأن وأن، لن أتحدث عن الناحية الأخرى التى هاجمت مصر وألمانيا فهم لا يحكموننا وليسوا فى السلطة، أنا أتحدث هنا عن السلطة والإعلام لدينا، لقد كتبت تعليقا على صفحتى بتويتر بعد أن انتشر الخبر بدقائق أننى لن أعلق على الأمر حتى ينتهى ونعرف الحقيقة، لكنى ظللت ليومين أقرأ التصريحات الغريبة عن استلامه أو تسليمه لمصر والجهود الأمنية فى ذلك كأن ألمانيا هذه «المنيا» بالصعيد مثلا، على فكرة كنا زمان نضحك لما نقول «المنيا» وندعى يا رب تبقى فى يوم ألمانيا، انتهى الأمر إلى لا شىء ولم يصبر أحد، يا أهل مصر المحروسة فى السلطة أو فى الإعلام، الميديا اتغيرت.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة