يمضى بنا الشهر الكريم، والفضائيات لا تجد ما تفعله.. 38 مسلسلا يستغرق كل منها 45 دقيقة، أى بحسبة بسيطة 1610 دقائق، أى 27 ساعة، غير الإعلانات 51 إعلانا، أى أن المواطن لن ينام، ناهيك عن برامج لا أول ولا آخر لها.. وخير مثال «رامز واكل الجو»، وأغلب «الإعلامجية» يحتفلون
بالانتصار فى أم المعارك «معركة موسى /الغزالى»، والبعض الآخر يفتى بغير علم، وحلف 30 يونيو يتفكك: المواطنون الأقباط هناك من يدفعهم إلى خارج الحلبة «تهجير قسرى واتهامات بازدراء الأديان» والبابا تواضروس يعاقب على مواقفه الوطنية عبر مخطط معلن «مثال تمرد الكنيسة» وفضيلة شيخ الأزهر مستهدف من كل حد وصوب، والقوى المدنية انكسر ظهرها بعد تخارج البرادعى وتمرد هدمتها الانقسامات وإغراءات رجال الأعمال، والسلفيون يحاولون ملء الفراغ.. والمماليك «المباركية» يسوقون مبارك وعائلته تارة، وتارة أخرى الفريق أحمد شفيق، وثالثة أحمد عز وكل رجل أعمال أصبح لديه فضائية وإعلامجية ومسلسلات وكل أدوات غسيل المخ.
الوطن يتهدد مؤامرة يقوم بها البعض وهى تأجيل الاستحقاق الثالث.. انتخابات مجلس النواب، من قبل رمضان كما كان يريد الرئيس إلى بعد رمضان، الآن هناك خمسة قضاة من اللجنة سوف يخرجون على المعاش 30 يونيو، وإجراءات تعيين غيرهم بقرار جمهورى يرى البعض أن ذلك غير دستورى وفق المادتين 228 و208 وتنص المادة 228 من الدستور على أن «تتولى اللجنة العليا للانتخابات، ولجنة الانتخابات الرئاسية القائمتين فى تاريخ العمل بالدستور، الإشراف الكامل على أول انتخابات تشريعية، ورئاسية تالية للعمل به، وتؤول إلى الهيئة الوطنية للانتخابات فور تشكيلها أموال اللجنتين»، حيث تضمنت هذه المادة كلمة القائمتين قاصدة اللجنة المشرفة على الانتخابات القائمة فى تاريخ العمل بالدستور، وليست لجنة أخرى، وهو ما يعنى أن صدور قرار جمهورى بإعادة تشكيل اللجنة العليا
للانتخابات مرة أخرى بعد خروج 5 من أعضائها من أصل 7 أعضاء ورئيس، سيتسبب فى زوال الصفة القانونية للجنة القائمة فى الإشراف على الانتخابات، الأمر الذى يفتح الطعن على بطلان قراراتها!
كما نصادف موقفًا آخر، هو الإجازة القضائية للسادة القضاة التى تستمر من يوليو إلى نهاية سبتمبر، ومن المفترض أن يعقد البرلمان أول جلساته فى أكتوبر المقبل، وإلا سيحدث مع العالم الغربى ما لا يحمد عقباه، وبالطبع قادة الأحزاب مشغولون بالشنط والدورات الرمضانية وتوزيع العطايا على المرشحين، الجميع بلا رؤية، والرئيس يركض خلف المشكلات الخارجية والداخلية ولا يؤازره سوى نفر قليل من أصحاب الرؤية من غير أصحاب القرار.. ورمضان كريم.. وتحيا مصر.