لأننا فى زمن الضياع، فإنه لم يعد مستبعدا أن نجد نشطاء وسياسيين مصريين سعداء لما حققه الشواذ فى أمريكا من تقدم للحصول على حقهم بعد قرار المحكمة العليا الأمريكية بمنحهم الحق للمثليين جنسيًا بالزواج فى كل الولايات الأمريكية، وهو الحق أو الحكم الذى وصفه الرئيس الأمريكى أوباما بأنه «انتصار لأمريكا»، وهو ما جعل نشطاء السبوبات فى مصر يعلنون عن فرحتهم وسعادتهم عبر شبكة التواصل الاجتماعى، الفيس بوك، وموقف هؤلاء النشطاء غريب، فباسم الحرية أصبح كل شىء مباحا ومتاحا حتى لو حرية الشواذ، والغريب أن تجد مثل هذه الأحكام مجال سخرية لكل من يحمل بداخله إيمان بالله وباليوم الآخر، ولكن هذا الإيمان هو مجرد إيمان ظاهرى، لأنه لا يمكن أن يتصور أحد أن هناك من النشطاء فى مصر يوافق على الحرية للمثليين، مستخدما حكما قضائيا، وأن هذه الموافقة جاءت بعد يناير 2011 حيث نجح هؤلاء النشطاء فى تغيير الكثير من المفاهيم والقيم الثابتة تحت زعم الحرية، والنتيجة هى الفوضى الكبرى التى نعيشها الآن، ونخشى أن تفشل القيادات المتمردة على فكر الإخوان.
إذا فإن فرحة الأمريكان يجب أن لا تؤثر على أدعياء الحرية والديمقراطية فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط، وتجعل هؤلاء الأدعياء يفرحون ويكبرون تحت زعم الحرية، ولعنة الله على هذه الحرية التى تؤدى إلى هذا التحلل والانحلال الأخلاقى، الذى يرحب بها الرئيس الأمريكى بارك أوباما، معتبرًا أنه يدشن لمرحلة جديدة من الحقوق المدنية فى الولايات المتحدة، كما اتصل بأحد أصحاب دعاوى زواج المثليين، أمام المحكمة العليا، جيم أوبرجيفيل، وقدم له التهنئة على الحكم. وكتب أوباما فى تغريدة على حسابه بموقع «تويتر» ونشرته شبكة «سى- إن- إن» قائلًا: «اليوم يشكل خطوة كبرى فى مسيرتنا نحو المساواة، لقد أصبح الآن من حق مثليى الجنس الزواج كأى أشخاص آخرين»، وأرفق تغريدته بهاشتاج «الحب ينتصر»، وهو الاسم الذى أطلقه دعاة زواج المثليين على مواقع التواصل.
هل شاهدتم فضيحة أخلاقية أكبر من رئيس دولة فى العالم، كما فعل هذا الرئيس الأمريكى؟ بالتأكيد لم ولن ترى هذه الفضائح إلا فى أمريكا، والنشطاء الذين يرحبون بهذا الحكم، سواء فى مصر أو فى العالم باسم الحرية الشخصية.