يطرح استمرار الهجمات الإرهابية الداعشية على المساجد الشيعية فى السعودية وأخيرا الكويت، إضافة إلى جرائمها السابقة، العديد من التساؤلات حول العلاقة المذهبية بين السنة والشيعة، أو كما يقال "الصراع السنى- الشيعى".
المشهد الحالى من خلال ما يطرح على الرأى العام فى وسائل الإعلام المختلفة يقول: إن أقصى اليمين والمقصود بهم الجماعات الإسلامية والجهاديين والسلفيين يكفرون أغلبية الشيعة ويرون أنهم ليسوا مسلمين، والطرف الآخر وهم الشيعة يَرَوْن أن معظم السنة وخاصة السلفيين ليسوا مسلمين!
وفى مواجهة تلك المعضلة الفكرية والفقهية والتكفيرية تدور رحى التقسيم فى المنطقة على أساس طائفى أو مذهبى، وتنمو بذور الكراهية بين أتباع المذهبين، لتصل إلى حد التناحر وقتل المصلين فى المساجد وفى الأشهر الحرم، وانضمام الشباب ،وخاصة أهل السنة ومن مختلف الجنسيات إلى التنظيم الإرهابى .
وقد اتضحت معالم التنظيم العام الماضى وتمدد إرهابه كأخطبوط جهنمى، لم يستطع التحالف الدولى أن يبتر أذرعه، بل أصبح وجوده لغزا يتمنى العالم أن يفك شفراته، وعقدت المؤتمرات وتنافست الأقلام فى التحليل والتخطيط دون جدوى..
وتواترت بيانات الشجب والإدانة للتنظيم وأتباعه الذين يثيرون النعرات الطائفية "الكامنة" بين أتباع السنة والشيعة دونما التمهل والتفكر فيمن زرع هذه النعرات ويؤجج الصراع المذهبى، الذى نشأ أول ما أنشأ كصراع تاريخى منذ آلاف السنين، وما زلنا كمسلمين نعيش فيه ويعيش فينا.. لينتقل من صراع سياسى تاريخى إلى صراع الحاضر والمستقبل، مدعوم بدول خارجية، لنكتوى بنيرانه، التى أصبحت عابرة للقارات.
إن التذكير بنشأة تنظيم داعش قد تكون أحد أسباب المواجهة، فارتبطت نشأته بمواجهة دولتين فى المنطقة إحداهما تقتل شعبها والأخرى تفرق بين مواطنيها على أساس طائفى، ليحقق التنظيم تقدما فى العراق والشام وينال إعجاب بعض الشباب الذى رأوْا فيه الملاذ الحقيقى من الظلم، وبالتالى جذب "داعش" آلافا من الشباب والشابات من نحو 80 دولة، وكسب أرضا وأموالا وغنائم وأسلحة، وتفنن فى وسائل قتل الأبرياء تحت راية الإسلام، وهو منهم براء.
ولذلك، فإن حل معضلة "داعش" تتطلب إرساء قيم العدل وسد منافذ الخلاف الطائفى ورفع الظلم وإحياء الأمل فى نفوس الشباب الذين فهموا أنهم يدافعون عن الله ورسوله وينتقمون من الأنظمة المستبدة، وربما كانت تجربة المملكة العربية السعودية رائدة فى هذا المجال..
فالمملكة سنت العام الماضى قانونا جديدا وقدمت فترة عفو شامل قبل تطبيقه بمعاقبة كل من: "يشارك فى أعمال قتالية خارج المملكة بأى طريقة أو من ينتمى إلى أى جماعة راديكالية أو حركة أو جماعة أيديولوجية أو أى منظمة مصنفة كمنظمة إرهابية داخليًّا أو خارجيا أو من يدعم أو يتبنى أفكارها أو منهجها بأى طريقة أو يعبر عن تعاطفه معها بأى وسيلة، أو يقدم لها أى دعم مادى أو معنوى أو الترويج لها بالقول أو الكتابة." كما قدمت السعودية المساعدة لأولئك الذين عادوا.
ومنذ صدور هذا القرار عاد نحو 400 مقاتل سعودى وانضموا إلى برنامج "المناصحة والرعاية" لمن يلتحق بجماعات متطرفة، وكذا فعلت الجزائر، فقدمت مبادرة تقوم على التواصل مع أسرة المقاتل حالما تعرف أنه انضم إلى أحد التنظيمات المقاتلة فى العراق أو سوريا، وتتواصل مع أسرته لتعرف أسباب انضمامه وتقدم طرق الحل.
لذلك، فإن المواجهة الفكرية للشباب "الانتحارى" الذى يقتل الأبرياء بعقيدة مذهبية وبأمل الخلود فى جنة عرضها السموات والأرض تستوجب إيقاف المناقشات الفقهية العلنية على وسائل الإعلام وقصرها على الغرف المغلقة والخروج بتعهدات واجبة التنفيذ بوقف نشر التشيع والتسنن. وقبل كل هذه الحلول الإجابة عن سؤال الساعة: سنة.. شيعة.. هل ما زلنا مسلمين؟!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
القضيه ليست سنى وشيعه .. القضيه اساسها .. واثق الخطوه يمشى ملكا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح رمضان عبد الحميد
قضية السنه والشيعه والفرق بينهما