نصر القفاص

كارثة.. شلالات الصرف الصحى!!

الأحد، 28 يونيو 2015 06:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تزداد قناعتى بثورتى «25 يناير و30 يونيو» كلما سمعت الناس يتحدثون فى مرارة عن واقع شديد المرارة، عاشوه لأكثر من ثلاثين عاماً.. وتأخذنى الدهشة من شعورهم بالتفاؤل، ورغبتهم فى الانطلاق نحو أمل يبحثون عن فرص عمل لكى يلامسوه، فالناس فى بلادى يملكون طاقات إبداع، لا يصدقون أحياناً أنها بداخلهم، وأخشى عليهم وعلى وطنى من جحافل الفساد التى تقاتل لتكريث اليأس داخلهم، فإذا كان الفساد قد فرض علينا التخلف، ففلول الفساد تحارب معركته بشراسة، وإذا كانت «الفاشية» قد زرعت داخلنا الخوف والإحباط، ففلول «الفاشية» يحاربوننا بكل الأسلحة القذرة والمحرمة!!

فى «أسوان» وقفت على النيل أقاوم دموعى، من هول ما رأيت وقسوة رائحة كريهة لا تطاق، رأيت «شلالات» صرف صحى تهدر بصوت مسموع وتدفق يصعب وصفه، لتصب فى نهر النيل، وفوق «مصرف السيل» لافتة تعلن براءة واحدة من كبرى الشركات من تلويث مياه النيل!! والغريب أن تلك الكارثة مستمرة منذ أكثر من عامين، مئات من الذين أصابهم الفشل الكلوى يبحثون عن علاج، غير مئات سقطوا بالمرض نفسه، وما زال الصرف الصحى يتدفق ليصب فى نهر النيل.

الصورة التى أقل ما يمكننى وصفها به هى «كابوس» يصعب تجسيده بالكلمة، بل حتى بالصورة، لأن الكلمات والكاميرا تعجزان عن نقل الرائحة الكريهة، للحد الذى جعلنى لا أستطيع التخلص منها بعد ابتعادى عن المكان، وحدث أن تعاقبت الوزارات والوزراء والمحافظون ورؤساء المدن، وبقيت «شلالات» الصرف الصحى تقذف بالأمراض أمام الجميع، والناس يتألمون ويصرخون ويدفنون موتاهم، وآخرون يشاركون من بقى مريضاً آلامه، بينما من يزعمون أنهم مسؤولون، يعلمون حقيقة «الكارثة» ويحدثونك عن الخطة والميزانية وجهدهم لحل المشكلة، هم يرون «الكارثة» مجرد مشكلة.

رئيس الوزراء سيزور أسوان بعد ساعات، سيقف أمام «شلالات» الصرف الصحى التى تنافس «شلالات» «نياجرا» فى أمريكا وكندا، ويعتزم افتتاح مستشفى أنفقت عليه الدولة ملايين لتخلق أزمة يصرخ منها أهل أسوان، كيف؟! ولماذا؟! هذه حكاية قرار جمهورى أصدره «محمد مرسى» ضد مصالح الناس.. والغريب أن حكومات ما بعد «30 يونيو» تصاب كالزمن لتنفيذه، وأتمنى أن ينزع المهندس «إبراهيم محلب» الفتيل قبل أن تنفجر قنبلة فى وجهنا جميعاً.. وتلك حكاية أخرى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة