جاء قبول المعارضة الاستئنافية للإعلامى أحمد موسى وإعلان براءته فى القضية التى أثيرت منذ شهور وتم الحكم بحبسه لمدة عامين- جاء حكم البراءة فاتحا بابًا جديدا يشير إلى أننا نعيش بالفعل زمن حرية الفكر والقلم والتعبير- حكم البراءة هذا لا يخص موسى وحده بل هو يخص كل أصحاب الرأى الذين تخوفوا من صدور حكم السجن على إعلامى له شعبيته وكانت جموع الصحفيين تتابعه، ومعظم الرأى العام كان يترقب عن كثب إلى أين تمضى هذه القضية؟!.. وقد أسعد حكم البراءة الجماهير التى عرفت أحمد موسى رجلاً فى إيمانه بما يقدمه.. فقد تمسك بكل ما قاله وأحضر حقيبة ملابسه فى المحكمة وبشجاعة كبيرة كان يستعد للسجن، دون تنازل عن رأيه.. موسى عنده عقيدة فكرية لا يحيد عنها.. ولهذا كان مؤمناً أن ما قدمه ليس خطأ حتى لو أدى إلى دخول السجن، وهذه هى الرجولة التى اعتدناها من موسى منذ عرفناه. فهو يؤدى عمله بشخصية الفارس.. وكان قضاء مصر شامخاً كعادته.. ينتصر دائماً للحق.. فمرة أخرى أعطانا الفرصة أن نطمئن لقضائنا العادل النزيه مهما حرص المشككون فى تشويه صورة القضاء المصرى أحمد موسى أصر على رأيه على عكس كثيرين يتنازلون بسهولة عن آرائهم ومواقفهم فى سبيل الوصول لأهدافهم فقط.. أحمد موسى على المستوى الإنسانى رجل أقدره وفرحت بهذا الحكم.. فقد عشت فترات قلق تخوفاً من صدور حكم بتأييد حبسه.. موسى رجل وطنى مخلص يتسم بالنبل ويواجه دون خوف أو تردد.. وقضية حبس الإعلاميين مثار جدل منذ عهود وشكلت مخاوف لدى الرأى العام- إلا أنها انتهت بعد أن قالها الرئيس السيسى: لن تمس حرية الرأى فى عهدى.
ومثلما وعد السيسى فقد أوفى بكلامه.. فهو حريص دائماً على حرية إعلامنا.. أحمد موسى خاض معارك على مدى سنوات عمره، الإعلامى، وكلنا تابعناها.. ولم ينهزم أمام تهديد.. ولكنه كان مقاتلاً دائماً وإذا كنا ندافع عن هذا النموذج فأنا أعرف أن هناك فى المقابل بعض المرتزقة لا يهمهم سوى التجريح والابتعاد عن الحياد والموضوعية، وبرغم تشجيعنا لحرية الرأى فإننا نرفض الابتذال باسم الكلمة.. فليس معنى الحرية أن نشجع الخروج عن القيم، وهذا ما يلح عليه الرئيس السيسى الذى يطالب منذ توليه الحكم بإعادة تقييم الإعلام الوطنى والابتعاد عن المزايدات وأن يكون الإعلام هو صوت المواطن المصرى وصوت الشعب وليس صوت الحكومة.. وهذه القيم التزمنا بها ولانزال نلتزم بها تلك التى أعادت لنا منظومة الإعلام المصرى الحقيقى الذى يشير إلى تاريخ طويل من التجارب والخوص فى أزمات ومشاكل وعراقيل.. وكان الإعلام والصحافة فى النهاية دائماً ينتصران لحرية الرأى.. فى مواجهة الإعلام الذى قد يتحول أحياناً إلى دعاية مزيفة ووجوه تتاجر بالرأى وبالعدالة.. أتمنى أن يعود الإعلام أكثر بريقاً وروحاً وحكمة.. اليوم انتصرت حرية الرأى فى قضية أحمد موسى.. وانتصر معها الشعب المصرى.. وعرف المواطن أن مصر ماضية فى طريقها بدون أى عراقيل أو فتور أو خضوع للابتزاز، صدور حكم مثل هذا، هو طمأنينة لجموع الشعب أننا نسير على خطى سليمة مستقيمة وأن ما كان يحدث فى الماضى من تلويع للمواقف وطغيان للحقائق لم يعد موجوداً فى هذا الوقت.. وقيمة أن يكون الإعلام حراً، هى قيمة أن يكون الوطن حراً يتسع لكل الآراء ويقبل الرأى الآخر طالما هو فى الصالح، ويستوعب كل دروس الحرية بكل أبوابها وأحلامها.. إحساس أن هناك إعلاما حرا هو إحساس بأن الهواء أصبح أكثر نقاءً وأكثر سعة لكل مخلص لهذا الوطن وكل ما هو صادق فى مشاعره لهذه الأرض الطيبة، وأن المستقبل ينتظر منا الكثير ويترقب صنع المستحيل.