كريم عبد السلام

الثورة الأخلاقية

الأربعاء، 03 يونيو 2015 03:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصريحات مفتى الجمهورية بأننا فى حاجة إلى ثورة أخلاقية وإلى إعلاء شعار إتقان العمل، تأتى فى وقتها تماما، وتحتاج إلى التفات لأهميتها وتفسير لإمكانية تحويلها إلى جزء من حياة المصريين، فنحن لن نتقدم إلا باجتماع إرادة الغالبية الكاسحة حول العمل والإنتاج وإتقان ما نعمل، لكن الوضع الحالى للأسف الشديد لا يسر إلا الأعداء.

أتكلم عن المزاج العام للمصريين، فهو مزاج قعود همة وتكاسل وتواكل ويأس وعدمية، تصب كلها فى عدم تحقيق شىء ملموس على المدى القريب إلا فى قطاعات محدودة، لا يمكن بمفردها أن تقود قاطرة التنمية، لكنها يمكن أن تبقى البلاد طافية متماسكة، مثلما كان الوضع فى أيام مبارك، لكن الفارق أن معدل التبرم والتشكيك والمطالبة وإساءة تفسير كل شىء ارتفع بصورة تجعل من عدم الإنجاز وغياب الإتقان ثقافة غالبة.

فى كلام مفتى الجمهورية انتقاد حقيقى للأوضاع، لكن هذا الانتقاد وحده ليس كافيا، نعم نحن لا نحتاج إلى قوانين جديدة كما قال فضيلته، لكننا بحاجة إلى روح جديدة وإيمان جديد، وحدهما يمكنهما تغيير الحالة اليائسة إلى تفاؤل إيجابى، ويحولان الفهلوة والغش إلى إنجاز وإتقان حقيقيين، لكن كيف السبيل إلى ذلك؟

لا أحد من المسؤولين يملك العصا السحرية لتغيير مزاج المصريين ورفع مستوى المسؤولية والإتقان لديهم، لكن هناك عشرات الشياطين يمسكون بعصى ملعونة من الإفساد والتشكيك وتثبيط الهمم وهؤلاء يجدون صدى مع الوقت لغياب المسؤولية الوطنية لدى صناع الرأى العام وقادة الفكر فى المؤسسات الإعلامية والثقافية والدينية ولدى كثير من المسؤولين التنفيذيين.

بالله عليكم، كيف تنتفض المؤسسات الإعلامية والدينية والثقافية لمواجهة دعوات التجديد بالقمع والإثارة والتغاضى عن سموم التطرف التى تنخر فى جسد الأمة؟ وكيف ينحنى المسؤولون التنفيذيون خوفا مما يظنون أنه تيار الشعب؟ هذا النفاق والتواطؤ سيودى بالبلاد، ولن يصلح من المجتمع ولن يعزز لدى المصريين أى قيمة إيجابية. إذا كنا نريد التقدم حقا فلنبتعد عن كل أشكال التواطؤ والنفاق، ولنضع المسؤول المبدع والعامل المبدع والموظف المبدع فى مكانه من عملية القيادة، ولنسلط الضوء على مواقع الإنتاج الحقيقية لتتصدر المشهد، وليتحل المشاهير الذين يخرجون على الناس ويتولون إدارة مقدراتهم بالإتقان أولا، لأن الإتقان مثل اليأس معدٍ.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة