الموقف الأوروبى المضاد لثورة يونيو ليس نابعا من مواقف خاطئة وقراءات مبتسرة ومتسرعة للواقع المصرى المعقد فحسب، وإنما يعكس أيضا تقصيرا فى توضيح الحقائق من الجانب المصرى، هكذا صدر الناشر كتاب «ما بعد التحرير» للإيطالية لوتشانا بورساتى الذى صدر عن دار باب شرق بترجمة لمحمد سعدالدين ورباب سامى عبدالنبى، وضرب مثلا بحجب أوروبا لقناة المنار التابعة لحزب الله من الأقمار الأوروبية بحجة بثها مواد تحض على الكراهية استجابة لضغوط الجاليات اليهودية، التى دعمت ضغوطها بترجمة مواد فسرها القانونيون على أنها تحض على كراهية اليهود القاطنين إسرائيل، بينما لم تفسرالسلطات المصرية أسباب إغلاق القنوات الفضائية التابعة للجماعات الدينية، التى كانت تحض على كراهية المختلفين مع توجهاتها من سكان مصر نفسها، الكتاب مهم ليس لأنه احترم إرادة المصريين، ولكن لأنه يستدعى لحظات عظيمة فى تاريخنا القريب، نسيناها فى غمرة تخبط الحكومة التى اختفت شعارات يناير من أولوياتها، أسامة الغزولى كتب فى تقديمه للترجمة أننا يجب أن نتجنب البحث عمن يمكن أن نسميهم أصدقاء مصر، ولكننا علينا أن نبحث عن أصدقاء الحقيقة، أولئك الذين لا يكون هدف الواحد منهم إرضاء طرف أو إغضابه وفقا لحسابات يعلمها هو وحده، بل يكون هدفه هو السعى وراء الحقيقة، الصحفية الإيطالية من هؤلاء، توصلت فى كتابها إلى أن الجيش الوطنى له مكانة فى مصر لا يفهمها العقل الغربى، فى إيطاليا ظهرت أصوات فى البداية اعتبرت انتخاب السيسى رئيسا عودة لما قبل يناير واستمرارا للانقسام وتراجعا للديمقراطية، وبعد زيارته إلى روما وباريس آخر نوفمبر من العام الماضى، قال وزير الخارجية الإيطالى جينتيلونى لناشر الكتاب الدكتور ناصر الجيلانى فى ديسمبر من العام نفسه إن إيطاليا أصبحت داعمة بالكامل للسياسة المصرية، وأصبحت ترى أن ما جرى فى 3 يوليو 2013 لم يكن انقلابا بقدر ما كان استجابة لحراك شعبى وإنقاذا للبلاد، نحن فى أمس الحاجة إلى التواصل مع أصدقاء الحقيقة فى الغرب، وأيضا تلبية المطالب التى تتزايد فى الداخل.