ألق بنظرك على حدود الدول، فستجد مخيمات الإيواء تضم اللاجئين من الفلسطينيين، والسوريين، وليبيين، ويمنيين، وعراقيون، الفارين من ويلات الحرب الأهلية الطاحنة فى بلادهم يقيمون فى معسكرات على الحدود بين هذه البلدان وجاراتها.
اللاجئون يقيمون فى (خيم)، فى معسكرات العراء لا تحميهم من غضبة الطبيعة من برد قارس وأمطار ثلجية فى الشتاء، وشمس حارقة فى الصيف، وتتعامل الدول معهم على أنهم مطاريد يقيمون فى الجبال والصحارى، وإذا فكر مواطن أن يخرج من سجن الخيمة فإنه يقع تحت طائلة القانون.
الوضع يختلف فى مصر، فرغم ظروفها الاقتصادية الصعبة، ووضعها الأمنى الحساس، الذى يتطلب أقصى درجات الحذر عند استقبال أى لاجئ نازح من البلاد التى ترزح تحت نيران الإرهاب على يد الميليشيات والجماعات والتنظيمات المتطرفة والمسلحة، فإنها تفتح ذراعيها لكل صوت يستغيث بها.
مصر تفتح أحضانها لكل اللاجئين، ولا تضعهم فى مخيمات، أو معسكرات، وإنما يعيشون بين المجتمع المصرى، ويقطنون البيوت، ويقيمون المشروعات الاقتصادية، بمنتهى الأريحية، رغم أن هناك فئة من اللاجئين لديهم انتماء وتعاطف مع الجماعات الإرهابية، وظهر ذلك بقوة فى اعتصام رابعة العدوية، وفى المسيرات الإخوانية، ورغم ذلك لم يتخذ المصريون موقفا متشددا منهم.
اليمنيون والسوريون والليبيون والعراقيون، يعيشون كمواطنين مصريين، يجاورونهم فى المسكن والعمل، وأصبحوا يمتلكون المحلات والمطاعم فى العاصمة، ومعظم المحافظات فى الوجه البحرى، والصعيد.
أعداد الجاليات الفارة من نيران الإرهاب والحروب الأهلية المسلحة فى بلادهم التى لجأت لمصر كبيرة للغاية، واستطاعت أن تحتويهم وتساندهم وتقدم لهم الدعم، ولا تقف عائقة أمام إقامة مشروعاتهم الاقتصادية، الكبيرة منها والصغيرة، وأصبحوا يعيشون بين المصريين بسهولة ويسر، عكس الدول الأخرى التى لا تفتح أحضانها لهم، مثل تركيا على سبيل المثال لا الحصر.
مصر وعبر تاريخها، لم تقم خيمة واحدة لضيف أو لاجئ استغاث بها للاحتماء، وإنما تفتح لهم بيوتها، وتكرمهم كضيوف أعزاء، يكتسبون حقوق المواطنة بمرور الوقت، ويعيشون بحرية دون رقيب، أو مضايقة، من أجهزة أمنية، أو غيرها.
مصر ستظل دولة حصن الأمان لكل مستغيث ومجير، تفتح له ذراعيها وتكرمه، وتعامله كمواطن له كل الحقوق، يقيم بين مواطنيها، ويعمل، ويتملك المشروعات، ولا تفرض عليه الإقامة فى خيمة على الحدود وفى الصحراء.
دندراوى الهوارى
مصر.. الوحيدة التى يسكن اللاجئون فيها البيوت وليس «الخيم»
الأربعاء، 03 يونيو 2015 12:03 م
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد سعد
احنا قرفنا
عدد الردود 0
بواسطة:
BIBO
6 اكتوبر مثال لمل تقول
عدد الردود 0
بواسطة:
اسكندراني مغترب
من المفترض العنوان (مصر الوحيدة التي يسكن مواطنيها لاجئين فيها)
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى القرفان من العملاء اللاجئين
جيت على الجرح يا دندراوى فعلا العراقيين الشيعة و السوريين الخونة ملوا اكتوبر و غللوها