تحفظ ذاكرتى عشرات المشاهد من يوم «30 يونيو».. ويبقى أروعها الفرحة العارمة للشعب فى الشوارع والبيوت على امتداد الوطن.. لكن أولئك الذين كانوا يراهنون على «التتار الجدد» أصابتهم خيبة الأمل، التى طفحت من وجوههم!! ولأنهم منافقون ستعرفهم لمجرد تذكيرك بأنهم كانوا غلاة فى إعلان تأييد «مبارك» ونظامه.. وانقلبوا على أعقابهم ليغالوا فى الادعاء بأنهم أبناء وأحفاد «حسن البنا» وبعد سقوط النظام بوجهيه- مبارك والإخوان- حاولوا رفع لافتات ثورة «30 يونيو» كما لو كانوا فى مزاد علنى يحترفون جنى أرباحه!!
انتصر الشعب على رأس الفساد فى «25 يناير» واقتلع رؤوس الفاشية يوم «30 يونيو» وبقيت قواعد النظام- مبارك والإخوان- تحاول إعادة عقارب الساعة للوراء.. فهؤلاء أصبحوا أكثر شراسة فى تقاضى الرشوة، وأولئك أصابهم جنون الحرق والقتل والتخريب بما لم يفعلوا طوال تاريخهم الأسود.
جاءت ذكرى يوم تنفيذ أكبر انقلاب شعبى وثورى فى تاريخ الإنسانية، ليفرض علينا أن نتذكر خطورة الحرب المكتوب علينا خوضها حتى النهاية.. فإذا كانت مصر قد استردت كثيرا من استقرارها.. وإذا كان اقتصادها قد تعافى قليلا.. وإذا كان الوطن قد استعاد قدرته على الحياة فى النور.. وإذا كنا قد عدنا لأحضان أفريقيا، واستعدنا ريادتنا العربية.. وبعد تحرر القرار المصرى لنعود أمة تحتفظ لنفسها بحق بناء علاقاتها الدولية وفق رؤية تضع مصالحنا فى المقدمة.. فيجب علينا أن نفخر بشعار: «ارفع رأسك فوق.. إنت مصرى» ونسجل احترامنا وتقديرنا لقواتنا المسلحة وجهاز الشرطة مع القضاء وقلة محترمة فى الإعلام!!
ما بين الإسكندرية يوم افتتاح الترسانة البحرية لتستعيد مجدها.. وزيارة قناة السويس الجديدة- إعجاز المصريين- مرورا بأيام عشتها بين أهلنا فى أقصى الجنوب حيث آثار الأقصر، والبنائين العظام فى أسوان.. حتى حفل إفطار القوات المسلحة ووزارتى الداخلية والعدل.. أكاد أرى المستقبل رائعا ومبشرا بما يستحقه شعبنا.. وكل ما يتبقى هو أن نتذكر دائما إرادة وروح «30 يونيو» حتى يكتمل البناء.. أو كما قال فضيلة الإمام «أحمد الطيب» شيخ الجامع الأزهر، خلال زيارة لفضيلته بساحة الطيب فى «القرنة»: «ليتكم فى الإعلام تراجعون كيف يكون أداء الإعلام فى زمن الحرب، لأن ما تواجهه مصر أكبر بكثير من حالة التهافت على الغنائم».