لا أعرف سر اسم «عثمان أحمد عثمان» فى حياتى.. فهذا رجل يطارد ذاكرتى كثيرا.. رحل وبقيت قدرته على البناء متمثلة فى اسم «المقاولون العرب» التى تجاوزت حدود كونها شركة عملاقة.. وكلما حاولت العودة للخلف- قليلا- أجد «طلعت حرب» محفورا فى ذاكرتى.. اسمه يلمع حتى يكاد يكون بديلا عن «بنك مصر» وشركة «المحلة للغزل والنسيج».. وكلاهما ليس مجرد بنك عظيم أو شركة عملاقة.. صحيح أن الزمن كاد يجور عليهما.. لكن أمل عودتهما يبدو كما شمس صباح جديد.
الوطن الذى صنع ثورتين فى عام واحد، عندما حاولت فرنسا العظمى- فى القرن الـ18 التهامه.. هو ذاته الوطن الذى تمكن من طرد الاستعمار الإنجليزى بعد احتلال دام لأكثر من 70 عاما.. وذاك هو الشعب الذى تمكن من بناء السد العالى بعد تأميم قناة السويس.. تحديًا للولايات المتحدة الأمريكية، وكيل القوى العظمى القديمة.. ولأنه مجتمع يستوعب الدرس، عاد ليقول للدنيا نحن نفهم سر تكرار محاولتكم كسر إرادتنا.
الشعب المصرى العظيم لا ينسى 5 يونيو 1967.. لأنه صانع انتصار 6 أكتوبر 1973.. وهو الذى بنى الترسانة البحرية فى الإسكندرية قبل أكثر من 180 سنة.. فرط فيها رغما عن إرادته، حتى استعاد له «جمال عبدالناصر» إدراكه بقيمتها.. وحين اعتقدوا أنهم شطبوها من ذاكرتنا.. عدنا لنقدمها من جديد فى صرخة مصرية نبيلة سمعها العالم قبل أيام بحفل بسيط يتقدمه الرئيس «عبدالفتاح السيسى».
الشعب الذى حفر قناة السويس فى 10 سنوات، قبل ما يقرب من 150 سنة.. عاد ليكرر إنجازه بقناة سويس جديدة خلال عام واحد.. والأمة التى يخطب العالم ودها ويتآمر عليها الأشرار.. هى ذاتها التى انتفضت فى 25 يناير 2011، وحين تيقنت من الخديعة.. أكدت تاريخها– لا أقول كررته– يوم 30 يونيو 2013.. وتبقى مصر الجديدة والمتجددة دائما، قادرة على هزيمة «التتار» أيا كان الزى الذى يرتدونه، سواء كان فرنسيا أو عثمانيا أو انجليزيا.. ونحن نعرف من سبقوهم، لكن يجب ألا ننسى «التتار الجدد» باعتبارهم أخطر الأعداء.. فقد جاءونا فى جلباب موديل «جماعة الإخوان» وحولهم «موديلات مستنسخة» تحمل أسماء «القاعدة» و«الجهاد» و«بيت المقدس» و«داعش» و«الجماعة الإسلامية» و«السلفيين» وغيرهم.. ليتأكد للدنيا أننا نعرف جيدا الأعداء، ونقدر على هزيمتهم.. ونجيد احترام الأصدقاء.. فهل فهم الأغبياء معنى كلمة «مصر»؟!!.. أستطيع تأكيد أن الأغبياء لا يفهمون.. لكن القادرين على البناء يعرفون طريقهم من 5 يونيو إلى 6 أكتوبر الذى أذكره بكل فخر.