نقلا عن اليومى..
فى هذه الحلقة نكشف للمرة الأولى، تفاصيل صفقة سلاح كبيرة، وردت إلى البلاد بشكل غير مشروع لاستخدامها فى عمليات إرهابية، كان مصدرها الأساسى قيادات الإخوان فى الخارج، ومستقبلوها فى مصر أعضاء خلية أولاد خيرت الشاطر، و«اليوم السابع» تنفرد بنشر صور صفقة السلاح المضبوطة، إضافة إلى توثيق عملية تهريب السلاح إلى البلاد عبر الرسائل الإلكترونية التى تمكنت الأجهزة الأمنية من تتبعها منذ فبراير 2015 وحتى إبريل من العام نفسه.
الرسالة الأولى:
بتاريخ 3/2/2015
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيفك حبيبتى، حاولى تجربى المفتاح اللى بعتلك إياه وتبلغينى نتعامل بالجديد وعلى الإيميل الجديد، حبيبتى فى فرصة نعطيكم أغراض مثل المرة الماضية، ولكن هذه المرة فى الإسكندرية، ولكن يجب عليكى توفير أخ آخر غيرك، ولا يكون من الإسكندرية، وترتيب الأمور بأسرع وقت ممكن لعدم إضاعة الفرصة، وتبعتيلى رقم جوال جديد للأخ بنفس الطريقة اللى بنتعامل فيها، بانتظارك».
تحليل مضمون الرسالة:
أعضاء خلية خيرت الشاطر بالداخل اتفقوا مع القيادات فى الخارج على تغيير الإيميل وبرنامج الإرسال كوسيلة للحماية، والهروب من الملاحقات الأمنية، وفى الجزء الثانى ينوه لأعضاء خلية خيرت الشاطر عن أنه قد يرسل إليهم أغراضا، ويقصد بها أسلحة عبر محافظة الإسكندرية، ويطلب رقم شخص يستلم الصفقة ويكون الأمر سريعا للترتيب.
الرسالة الثانية: فى نفس اليوم
بتاريخ 3/2/2015
فى نفس اليوم أرسلت خلية أولاد خيرت الشاطر ردا على الإيميل الوارد من الخارج بأن الملف الجديد المتضمن «إيميل» وصل وقيد التنفيذ، وأرسلوا أيضا رقم مسؤول الإسكندرية الذى سينهى الصفقة
وجاء نصها كالآتى:
«تمام يا حبى الملف تمام.. وبعتذر ع التأخير..وه رقم تبع الإسكندرية- نتحفظ عن ذكر الرقم».
تحليل مضمون الرسالة:
لم يكتف أعضاء خلية أولاد خيرت الشاطر بإيميل واحد للرد، إنما أرسلوا إيميل ثانى يطلبون فيه أن تدرج «كاتم الصوت» ضمن الشحنة المقبلة من الإسكندرية، وكان النص الأصلى للرسالة: «حبى يا ريت فى الشحنة الجاية تبع الإسكندرية يكون فيه كواتم أو حتى تعرفينا من وين نجيبها.. لأننا محتاجيهنا ضرورى».
وبهذه الرسالة تأكد لدى الأجهزة الأمنية أن الشحنة المشار بشأنها هى شحنة سلاح، ومن هنا كانت المراقبة المكثفة والتتبع الدائم لتحركاتهم على الأرض وعلى شبكة الإنترنت.
الرسالة الثالثة:
بتاريخ 8/2/2015
5 أيام مرت على تحديد المسؤول عن شحنة الأسلحة بالإسكندرية، غير أن أعضاء خلية الشاطر لم يرسلوا اسم مسؤول الشحنة أو بياناته الكاملة للقيادات فى الخارج، وفى هذه الرسالة تحديدا كانت البيانات
وجاء نصها كالآتى:
«تحياتى حبيبتى، بخصوص الأخ اللى راح يستلم الأغراض فى منطقة ميامى بالإسكندرية ومتميز بإذن الله واسمه أبوأحمد».
«بخصوص المطار بإذن الله اليومين القادمين بيصير مثل ذلك فى مكان تانى مهم جدا دعواتكم، بخصوص الكواتم منتظرينك فى أسرع وقت، موضوع الأسماء جارى ترتيبها كما تعلمين الوضع صعب لأن الجميع تركوا أماكنهم».
ملاحظة :
«تم التواصل مع مسؤول الملف تبع الأغراض بالجماعة وأرسلنا له بعض القطع ومعجب بها، لأنى أوصلتها له فى المكان اللى طلبه وبدون مقابل، ولما سئل عن اللى بيرسلها لى قلت له علاقات مع إخوة متبرعين وممكن يمدوكم فى أى وقت بإذن الله، وكان حابب يعرف منين بس أنا رفضت لكن لو تحبى أبلغه ممكن أبلغه، وأنا شايف إنه مش مهم طالما المهم بالنسبة له أنه يوصله الشغل وخلاص فى ظل الأوضاع الصعبة دى واللى استلمه مننا عمل بيه شغل مميز».تحليل مضمون الرسالة:
يظهر من الرسالة أن أعضاء خلية خيرت الشاطر بحاجة شديدة لـ«كواتم الصوت»، لأنهم كرروا طلبها مرتين فى غضون أسبوع واحد، واللافت أيضا أن أعضاء الخلية توسعوا فى الانتشار، بمعنى أنهم لا ينفذوا العمليات بالأسلحة التى تصل إليهم من الخارج فقط، وإنما أصبحوا هم مركز توزيع الأسلحة لدرجة أنهم أعطوا لأحد قيادات الجماعة من مسؤولى التحركات على الأرض.
الرسالة الرابعة:
بتاريخ 15/2/2015
اهتمام قيادات الإخوان بالخارج الوقوف على استعداد خلية أبناء خيرت الشاطر فى الداخل بشأن شحنة الأسلحة الواردة عبر الإسكندرية بدا واضحا من تكرارهم فى السؤال عن آخر التطورات والاستعدادات، ففى يوم 15/2/2015، أرسلوا «إيميل» إلى أعضاء الخلية.
ونصها الآتى:
«السلام عليكم، بالنسبة للأغراض التى استلمتوها آخر مرة، ضرورى جدا وأقصى سرعة توصلهم للإسكندرية ويبدأوا شغلهم هناك، ورتبى أمورك عشان تستلمى حاجة تانية».
للعلم، الاهتمام كان مبالغا فيه لدرجة أن القيادات فى الخارج أرسلوا «إيميل» يقترب من نفس الصياغة فى غضون 25 ساعة وبتاريخ 16/2/2015، وكان نصه: «السلام عليكم، بخصوص الراجل اللى فى الإسكندرية ما ربطنا معه حتى الآن، وهذه مشكلة، ويجب عليكى إسرع وقت تعليمه على البرنامج وكيفية التعامل معه وإجراءات الأمان الفنية وفتح خط تواصل بيننا وبينه مباشرة، وشغلة تانية شو صار بالشخص اللى هيكون بديل عندك لو صار فيكى مكروه لا سمح الله، لأنه لو حدث شىء وفقدنا الاتصال بك رح يتوقف العمل».
تحليل مضمون الرسالة:
من الواضح أن قيادات الإخوان فى الخارج ترفض فشل شحنة السلاح القادمة عبر الإسكندرية، وفى المقابل تريد فتح خط جديد مع وجوه جديدة فى حال تعقب الوجوه القديمة وملاحقاتهم أمنيا، وكان الأمر بشكل صريح متمثلا فى عبارة: «وشغلة تانية شو صار بالشخص اللى هيكون بديل عندك لو صار فيكى مكروه لا سمح الله، لأنه لو حدث شىء وفقدنا الاتصال بك رح يتوقف العمل».
الرسالة الخامسة:
بتاريخ 19/2/2015
أعضاء خلية خيرت الشاطر بالداخل يطمئنون القيادات فى الخارج برسالة قصيرة
ونصها الآتى:
«تحياتى حبيبتى.. الحمد لله تم تنفيذ طلباتك، وتم توزيع المعدات وانتقلنا لمكان جديد.. فى انتظار تحليلك للأمر وتوجيهاتك ونصائحك».
تحليل مضمون الرسالة:
هنا يظهر أن أكثر من شحنة سلاح تم نقلها داخل البلاد لأعضاء خلية خيرت الشاطر الإرهابية، وكان المسؤول عنها أعضاء الخلية وتم تسليمها للمجموعات المسلحة التى تم تشكيلها فى المحافظات بعد يناير 2015، وهى ما تعرف بـ«اللجان النوعية»، والتى استخدمت تلك الأسلحة فى تنفيذ ما يقترب من 109 عمليات، بحسب ما ورد فى أحد الرسائل المشفرة التى تم عرضها بحلقة الأمس.
الرسالة السادسة:
بتاريخ 18/3/2015
للمرة الثالثة على التوالى، يطلب أعضاء خلية خيرت الشاطر «كواتم صوت»، وبحسب ما جاء فى الرسالة
ونصها الآتى:
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيفك حبيبتى الغالية، كان فيه بعض الطلبات كنت محتاج إليها منك فأحبينا نفكر بيها لو أمكن تخلصيها لنا، نريد أن تكون الشحنة القادمة هل من الممكن أن يكون بها كواتم وحبوب وأمشاط زيادة، لأن اللى أخدوا القطع مننا بدأوا يخلصوا الحبوب، مع العلم أن القطع لا تعمل لأنها مستهلكة، وانتى عارفة ضعف الخبرة عندنا، وأريد أن أعرف هل من الممكن التواصل مع مكتب الإرشاد، وهل هو متاح ولا فى مشكلة وسفر حنون أو التواصل معها على الأرض مش النت».
تحليل مضمون الرسالة:
أول مرة يذكر مكتب الإرشاد صراحة فى الرسائل، وهنا دليل واضح على علاقة مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان بتلك الخلية، ودليل واضح أن كل العمليات التى نفذتها الخلية بالأساس بناء على تعليمات من مكتب الإرشاد، إضافة إلى أن «حنون» وهو الاسم الكودى للتعامل، يطلب للمرة الأولى التواصل على الأرض أو السفر للخارج وليس الإنترنت خوفا من الملاحقة الأمنية.
تحليل مضمون الرسالة:
أول مرة يذكر مكتب الإرشاد صراحة فى الرسائل، فضلا عن أن حنون يخشى من التواصل عبر الإنترنت ويبدو أنه شك فى مراقبة الأمن له، فيريد التقابل مع قيادات الإخوان على الأرض عبر وسيط أو السفر إلى خارج البلاد.
الرسالة السابعة:
بتاريخ 20 /30/2015
وصلت الشحنة الأولى وفى رسالة من 15 كلمة أفاد فيها أعضاء الخلية باستلام السلاح.
ونصها الآتى:
«تحياتى حبيبتى الغالية، بفضل الله وصلت الشحنة، وصلت وبها 8 قطع كلاشن + حبوب وأمشاط، تسلمى حبيبتى».
تحليل مضمون الرسالة:
هذه الرسالة دليل عملى آخر على تنوع الأسلحة التى يستخدمها أعضاء خلية خيرت الشاطر فى ارتكاب العمليات الإرهابية ضد الجيش والشرطة، وهم هنا يتحدثون عن ذخيرة وأسلحة متنوعة.
الرسالة الثامنة:
بتاريخ 1/4/2014
شحنة الأسلحة التى دخلت البلاد، كان الهدف الأساسى منها استخدامها فى استهداف ضباط الجيش والشرطة والشخصيات العامة، وهو ما ورد فى الإيميل
ونصها الآتى:
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..كيفكم حبيبتى
1 - يا ريت تستعجلى فى حجز حساب جوجل باللى طلبته منك مؤخراً».
2 - «بخصوص الأغراض اللى عندك حبيبتى ابعتيلى تفاصيل شو اللى أخذتيه بالضبط».
3 - «اشترى جوال جديد وشريحة جديدة وشغليهم معك، واعطينى الرقم لأنه رح نعطيه لأبو رامى عشان يرن عليكى خلال الفترة الجاية ويسلمك أغراض أخرى، ورح يتواصل معك عدة مرات لتسليمك الأغراض وكل مرة جهزى فيها جوال وشريحة جديدة».
4 - «الشغلة الأهم الآن، الأغراض مش للتخزين وإنما للعمل عشان هيك ما تخليهم فى مكان واحد، خوفا من ضبطهم من قبل الأمن، لذلك حاولى توزعيهم ع الشباب اللى عندك وتشكلى مجموعات منظمة للعمل وما تنسى تحافظى على السرية وأن يكونوا ثقات».
«لكن بدنا نعرف منك كيف الأمور عندك يعنى كم عدد الشباب اللى رح يشتغلوا معك، وكيف وضعهم ونشاطهم وإمكانياتهم، وشو اللى بتفكروا فيه حالياً، وننوه لشغلة مهمة إنه ما بدنا إياكم تشتغلوا على الناس الصغار بتاتا، بدنا تركزوا فى الشغل ع الناس الكبار، بنتظر منك تفاصيل الشغل حبيبيتى والإمكانيات وطبيعة الوضع عندك للضرورة».
تحليل مضمون الرسالة:
إن خطة الخلية ليست فى تخزين السلاح الوارد إليها، وإنما فى استخدامه وتوزيعه على شباب الجماعة لتحقيق مزيد من الاغتيالات فى الصف الأول والثانى بالدولة، أو بحسب التعبير الوارد «الناس الكبار» وليس «الناس الصغار»، إضافة إلى ذلك أن أعضاء الخلية بدأوا ينفذوا تعليمات جديدة باستخدام خطوط تليفونات فى المكالمات لفترات قصيرة ثم الاستغناء عنها واستبدالها بخطوط جديدة منعا للتتبع.
وللتأكيد، كلمة الكبار وليس الصغار تحتاج هنا مزيدا من التحليل لأنها توجيه أساسى من القيادات الإخوانية لشباب خلية خيرت الشاطر بتنفيذ العمليات ضد الشخصيات العامة والمشهورة من «الكبار» وليس «الصغار»، بحسب وصفهم وهنا يبدو واضحا علاقتها بأسماء قائمة الإعلاميين المستهدفين الذين وردت أسماؤهم فى أحراز القضية وهم
عمرو أديب ولميس الحديدى وتوفيق عكاشة وخالد صلاح ومجدى الجلاد ومحمد مصطفى شردى وجابر القرموطى وإبراهيم عيسى وخيرى رمضان. ويوسف الحسينى وأمانى الخياط وأسامة كمال وأحمد موسى ووائل الإبراشى.
ملحوظة مهمة:
شحنة جديدة كانت بصدد الدخول فى منتصف إبريل ولكن تم ضبطها، وهو ذكرها فى تلك الرسالة بعبارة «سيسلمك أغراض أخرى»، وبضبط تلك الشحنة وبضبط المتهمين، تكون الخلية قد توقف عملها داخل مصر، وتكون الأجهزة الأمنية قد قضت على بؤرة إرهابية كبيرة.اللافت أيضًا أن بخلاف شحنة سلاح الإسكندرية، كانت هناك شحنة سلاح أخرى مخبأة فى منزل أحد المتهمين فى منطقة صفط اللبن بمحافظة الجيزة، وهى الشحنة التى ضبطتها الأجهزة الأمنية، كما أن الأوراق كشفت أن أحد أعضاء الخلية تحديدا وهو إسلام جمعة كان مسؤول توزيع الأسلحة على العمليات النوعية بالمحافظات بالاشتراك مع المتهم محمود عبدالرحيم عبدالرحيم المرشدى.
موضوعات متعلقة
- الرسائل المشفرة بين خلية الشاطر وقيادات الإخوان بالخارج.. الحلقة الثانية.. الخلية نفذت 109 عمليات إرهابية فى يناير الماضى وشكلوا خلايا نوعية فى كل محافظة تضم 400 مسلح لنشر الفوضى واغتيال الضباط
