فضيحة مهنية وأخلاقية بكل المقاييس كشفت عنها التغطية الموتورة فى عدد من الصحف والقنوات والوكالات الغربية لحادث اغتيال النائب العام هشام بركات، ففى وقاحة فجة وصفت وكالة أسوشيتدبرس وشبكتا سى إن إن وبى بى سى وجريدة وول ستريت جورنال استهداف موكب النائب العام بسيارة مفخخة بأنه هجوم وليس عملا إرهابيا، كما وصفت مرتكبيه بالمتمردين وليس الإرهابيين، فى الوقت الذى أدانت نفس الصحف والقنوات الحوادث التى شهدتها الكويت وتونس وفرنسا بالإرهابية وأدانت مرتكبيها.
وتقمصت هذه المنابر الإعلامية دور محامى الشيطان، فأخذت تبرر العمل الإجرامى الخسيس الذى استهدف اغتيال النائب العام، بأن النائب العام الشهيد أحال آلاف الإسلاميين إلى المحاكمة بعد الإطاحة بالرئيس الإخوانى محمد مرسى، وأن المئات ممن تمت إحالتهم للمحاكمة تلقوا أحكامًا بالإعدام أو السجن مدى الحياة، كجزء من حملة القمع التى استهدفت أنصار الجماعة المحظورة، وأن الشهيد أشرف على قضايا أثارت انتقادات واسعة من منظمات حقوقية دولية وجهات سياسية، فهل هذا معقول؟ هل يمكن أن تبرر منابر إعلامية عالمية تفجير برجى منظمة التجارة الإعلامية فى 11 سبتمبر بالظلم الأمريكى البين لكثير من شعوب العالم واجتياحها لسيادة العديد من الدول؟
الأخطر من ذلك، أن هذه المنابر الموجهة حولت العملية الإرهابية إلى جبهة تمرد جديدة ونقلة نوعية فى ممارسات من أسمتهم بالمتمردين على النظام الحاكم فى مصر، ملوحة بأن القضاة ومسؤولى الدولة سيتم استهدافهم بصورة واسعة خلال الأيام المقبلة ردا على الأحكام القاسية التى طالت قيادات جماعة الإخوان ومن بينهم محمد مرسى الرئيس المعزول ومحمد بديع مرشد الإخوان ونائبه خيرت الشاطر.
هل يمكن بعد هذه السقطات المهنية المشينة أن نأخذ ما تقدمه هذه المنابر بموضوعية أو مهنية؟ أم أن من واجبنا الآن أن نعتبرها من الأبواق العدوة المنحازة والعاملة على تبرير المشروع الأمريكى فى دعم الإرهاب ونشره بمصر والبلاد العربية الأساسية؟ هل يمكن أن نعتمد على أحكام أو تصنيفات هذه الأبواق الإعلامية لخطر الإرهاب؟ كيف وهى تميز بين نوعين من الإرهاب، أولهما الإرهاب الحلال الذى يخدم المصالح الأمريكية والغربية الاستعمارية، والإرهاب الحرام الذى يمس أو يعطل مسار هذه المصالح؟!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة