سعيد الشحات

عبدالقادر حاتم وإذاعة أم كلثوم

الجمعة، 10 يوليو 2015 07:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحل الدكتور عبدالقادر حاتم، وزير الإعلام الشهير فى سنوات من حكم جمال عبدالناصر وأنور السادات، وترك وراءه ذكريات تاريخية هائلة كان طرفا رئيسيا فيها من الناحية الإعلامية منذ العدوان الثلاثى «بريطانيا وفرنسا وإسرائيل» على مصر عام 1956، وأذكر منها شهادته لى عام 1996 عن علاقة جمال عبدالناصر وأم كلثوم، والتى ضمنتها فى كتابى «أم كلثوم وحكام مصر»، وفيها قصة «إذاعة أم كلثوم»، التى حظيت بشهرة كبيرة حتى سنوات قريبة، وبثها من الساعة الخامسة مساء حتى العاشرة، وبدأت بأغانى أم كلثوم خلال فترة الإرسال، ثم بعد ذلك اقتصرت على أغنية فى الافتتاح، وأغنية فى الختام، وبينهما أغانى لعبدالوهاب وفريد وعبدالحليم ونجاة وفايزة وشادية.

قال حاتم لى: «إن قصة هذه الإذاعة تبدأ من السنوات الأخيرة لحكم الملك فاروق، فمع ازدياد الاضطرابات والقلاقل أنشأ محطة إذاعية عبارة عن عربة كبيرة، أى إذاعة متنقلة لاستخدامها فى الطوارئ حال حدوث أى اضطرابات تهدد الملكية، وظلت دون استخدام حتى قامت ثورة يوليو فعرفنا بأمرها، وفكرنا فى تحويلها إلى استوديو، ولم يكن يعلم بهذا سوى جمال عبدالناصر وزكريا محيى الدين وأحمد باشا كامل «قريب صدقى باشا» وأخته جيهان، وأحمد كمال محمود، ومحمود عمر مدير جريدة الإيجيبشيان وأنا».
يضيف حاتم، لما بدأت الثورة الدخول فى مفاوضات الجلاء مع الإنجليز، رأى عبدالناصر أن المفاوضات لن تنجح إلا بممارسة أساليب ضغط قوية عليهم، على أن يتم ذلك فى سرية وتكتم، وتمثلت هذه الأساليب فى إشعال وتنشيط العمليات الفدائية فى مدن القناة، وكذلك استخدام الإعلام، ويقول: أسند عبدالناصر لى أمر توظيف واستثمار هذه الإذاعة كأداة إعلامية سرية ضاغطة على الإنجليز، وبدأ بثها الإذاعى دون أن يعلم أحد بمكانها، بعد نقلها إلى مكان ما فى الصحراء، ووضعنا على خريطة البث الإذاعى برامج باللغة الإنجليزية تستهدف إضعاف الروح المعنوية لجنود الاحتلال منها مثلا تمثيلية تقوم فكرتها على وجود جندى بريطانى فى الصحراء دون أن يعرف سببا لوجوده، فى نفس الوقت يوجد جندى أمريكى تابع لحلف الأطلنطى فى بريطانيا ويتعرف هذا الجندى على زوجة نظيره الإنجليزى الموجود فى صحراء مصر، ويقضى وقته معها، فى إشارة إلى أن هذا الإنجليزى ترك بيته وأسرته لآخرين يعبثون به دون أن يكون قادرا على الدفاع عن البيت حيث المسافات الطويلة، وكان الهدف هو إخماد معنويات ضباط وجنود الاحتلال.. ونستكمل غداً.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة