أيمن نور، وبعيدا عن تلونه السياسى، الذى فاق كل ألوان الطيف، فإنه ممثل بارع، يجيد تأدية دور المناضل، الذى يتعرض لمحاولات الاغتيال فى أفلام تجارية، هابطة ورخيصة، وبعيدة عن الواقع. واقع أيمن نور السياسى، مرير ومشين، بدأه فى مستهل حياته المهنية، عندما عمل صحفيا فى جريدة الوفد فى بداية التسعينيات، حيث لجأ لفبركة الأحداث وتزوير وقائع تعذيب مساجين فى السجون من خلال نشر صور مفبركة، وأحدثت صدى كبيرا، تقدم على أثرها نائب برلمانى حينذاك باستجواب تحت قبة البرلمان، ضد وزير الداخلية حينها «اللواء زكى بدر».
وأثناء مناقشة الاستجواب، فجر وزير الداخلية مفاجأة مدوية، ألجمت الأفواه من شدة وقائعها، التى لم تخطر على بال أحد، حيث عرض فى الجلسة شريط فيديو يحمل اعترافات تفصيلية لأيمن نور، يقول فيه: إن الصور التى كان ينشرها فى جريدة الوفد لأشخاص ادعى أنهم تعرضوا للتعذيب، وقام بتصويرهم داخل زنزانات فى السجون ليست حقيقية، وأنه كان يحضر هؤلاء الأشخاص إلى «بدروم» جريدة الوفد الذى يشبه الزنزانة بقضبانها الحديدية، ثم استعان بأحمر شفاه «قلم روج» من الذى تستخدمه السيدات، ليرسم به أشكال التعذيب على ظهور وصدور الأشخاص الذين يستعين بهم، ثم تصويرهم.
واقعة تزوير التعذيب لم تكن الأولى، حيث تم ضبط أيمن نور فى 29 يناير 2005، بتهمة تزوير توكيلات 2000 شخص، لتأسيس حزب الغد، وقضت المحكمة، بسجنه 5 سنوات. الغريب أن أمريكا حينها أقامت الدنيا ولم تقعدها اعتراضا واحتجاجا على حبس أيمن نور.
أيمن نور لم يكتف بالتزوير، وإنما اختلق عددا من وقائع محاولة اغتياله، فى فصل جديد من فصول الفيلم التجارى الهابط، ونكتفى بسرد 3 وقائع، للتأكيد على المتاجرة بالشعارات، والمواقف السياسية، والنضالية الوهمية.
الواقعة الأولى فى عام 2010، حضر مؤتمرا جماهيريا فى بورسعيد، ومن هناك أعلن عن عزمه خوض انتخابات الرئاسة، أمام «مبارك» أى قبل ثورة يناير، ولم تمر ساعات على إعلانه حتى فوجئ الناس بخروجه عليهم، مذعورا، وصارخا ومولولا، بأنه تعرض لعملية اغتيال، حيث ألقى عليه مجهول مادة حارقة، أدت إلى إصابته بحروق فى فروة رأسه، أثناء استقلاله سيارته، وقد أثبتت جميع التحريات، كذب واختلاق الواقعة، وحاول الرجل كالعادة توظيفها سياسيا، وربط بينها وبين إعلانه خوض الانتخابات الرئاسية.
الثانية فى أوائل شهر مايو الماضى، وبينما كان يشارك أيمن نور فى منتدى الجزيرة بقطر، خرج علينا، مدعيا أنه تعرض لمحاولة اغتيال بالسم، وتم نقله لإحدى المستشفيات القطرية، وكتب ذلك نصا على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، والغريب أن عددا من قيادات الإخوان كذبوا الواقعة.
الثالثة خلال الساعات القليلة الماضية، وفى ظل الفيلم الهابط الذى يجسده ويعيش مشاهده، خرج علينا أيمن نور مذعورا مولولا أيضا، بأن المخابرات اللبنانية أخبرته بوجود مخطط لاغتياله، وأنه بالفعل تعرض للاغتيال أثناء تواجده فى سيارته منذ أيام لشعاع ليزر وجهه مجهول، ومن ثم قرر الرحيل إلى تركيا. والحقيقة أن أيمن نور قرر الهجرة إلى تركيا، وإمعانا فى إضفاء الشرعية على قراره، لعلمه بمدى كراهية المصريين وغضبهم من كل من يلجأ لأنقرة، اختلق واقعتى الاغتيال فى قطر ولبنان، ليؤكد أن هجرته للإقامة فى تركيا أمر إضطرارى، وخارج عن إرادته، بحثا عن الأمان والحفاظ على حياته.
أيمن نور، ومنذ ظهوره على مسرح الأحداث فى العمل العام، والسياسى، والرجل «معيشنا» فى أطول فيلم تجارى هابط، محاولا إقناع الجمهور بأنه المناضل، الذى لا يشق له غبار، والمطارد من السلطة فى كل العصور، وللأسف جميع مواقفه، تزوير، وكذب، وخداع، حتى سئم الناس، من فيلمه الهابط، ولم يعد مواطنا واحدا يصدقه نهائيا.
دندراوى الهوارى
فيلم اغتيال «أيمن نور» الهابط بدأ عام 2010 ومستمر حتى الآن
الجمعة، 10 يوليو 2015 12:09 م