أردوغان يستعد لاجتياح سوريا وفرض المشروع التركى أو مشروع العثمانيين الجدد على المنطقة انطلاقا من الأراضى السورية التى تأكلها الحرب الأهلية المصنوعة فى أروقة البنتاجون والناتو، ما الذى يريده أردوغان بالضبط من سوريا، بعد أن عمل على تأمين وصول المرتزقة من كل الجنسيات لإشعال الحرب الدموية هناك؟ ماذا يريد بعد أن زود شذاذ الآفاق وكلاب السكك ومحترفى القتل بالسلاح والمال لإشعال الجبهة السورية ووصلها بالعراق على أن يمتد المخطط ليشمل لبنان والأردن بعد ذلك.
أردوغان يريد أن يضع يديه على المنطقة الحدودية مع سوريا بطول 110 كيلومترات وبعمق 30 كيلومترا لضمان توطين مجموعة من المحاربين المدربين بتعليمات من الولايات المتحدة ولإعادة مليونى نازح سورى موجودين على الأراضى التركية يمثلون عبئا على الدولة التركية، والأهم منع تكون دولة كردية على مساحة الأراضى الممتدة من العراق إلى تركيا مرورا بسوريا، وهو الشبح الذى تحاول أنقرة الهروب منه إلى الأمام بتمويل ودعم مقاتلى داعش لتفتيت الجبهة الكردية ومنع تلاحمها مع القوات الكردية الموجودة فى العراق وسوريا.
أردوغان يعتقد أنه يضرب مجموعة عصافير بحجر اجتياحه الأراضى السورية وإقامة ما يسمى بالمنطقة الآمنة، لكن الواقع يقول إن هذه العملية لن تسرع من وتيرة إسقاط بشار الأسد وتمكين فصائل المعارضة المصنوعة بمعرفة أمريكا، بقدر ما ستفتح جبهات من الدمار والقتل على الجنود الأتراك المفترض أن ينفذوا عملية الاجتياح.
الضربات الكردية ستتوحد ضد العدو العثمانى التاريخى الذى يقف ضد إقامة الدولة الكردية على ما يسمى بالأراضى التاريخية الممتدة من العراق إلى تركيا، وسيحول الأكراد ومعهم عناصر الجيش السورى وميليشياته الشعبية وعناصر حزب الله الجنود الأتراك إلى أهداف سهلة فى حرب عصابات مفتوحة على القتل والاستنزاف الذى لا يتحمله جيش نظامى مثل الجيش التركى المفترض أن يدفع بثمانية عشر ألف جندى فى عملية اجتياح سوريا.
هل ستقف إيران مكتوفة الأيدى أمام التحرك العسكرى التركى المعلن بمباركة أمريكية؟ لا أعتقد أن طهران ستقبل بامتداد النفوذ التركى وصولا إلى حصار دمشق من الغرب وهى الجبهة التى حققت فيها قوات بشار الأسد المدعومة بميليشيات حزب الله انتصارات واضحة خلال الشهور الماضية، إجمالا سيقدم أردوغان الحاكم بأمره فى تركيا على الانتحار فى سوريا ليكتب بذلك الفصل الأخير فى سنوات حكمه المليئة بالفساد والتسلط.