تعالوا نقر أمرا واقعا على الأرض، بأن أوطاننا العربية والإسلامية قد هرمت، ومناهج علومنا قد شاخت، وغابت عن الخطاب الدينى، ومن على ألسنة خطباء المساجد، سماحة الإسلام، فكان للتشدد والتطرف، والطائفية منفذ قوى، يعم من خلاله فتاوى التكفير، وإباحة قتل المسلمين بكل الطرق، تحت عنوان الجهاد فى بلاد الإسلام فقط.
هذه الحقائق أفرزت دينا جديدا غير ديننا الإسلامى الحنيف، السمح، الوسطى، وأتباعا جددا، عقيدتهم القتل والتعطش للدماء، ويرفعون من شأن الملذات والشهوات الجنسية إلى أعلى درجات الأولوية الدنيوية، فبدأنا نسمع عن السبايا، وملك اليمين، وجهاد النكاح، ثم نقلوا تلك الأولوية، إلى الآخرة، فلا حديث لهم إلا عن من ينفذ عمليات استشهادية، للفوز بحور العين.
أيضا، سمعنا عن داعش، وجبهة النصرة، وجماعة أنصار بيت المقدس، وولاية سيناء، والصحوات الشعبية، وأنصار الشريعة، وأجناد مصر، وحازمون، وأحرار، إلى آخر هذه المسميات العجيبة والغريبة، والتى تنهش فى جسد الأمة الإسلامية، وتنخر فى العمود الفقرى لعقيدتها وثوابتها الحقيقية.
وإذا أمعنت فى صميم معتقدات وأفكار، أعضاء كل هذه التنظيمات بمن فيهم، الجماعة الأم (الإخوان الإرهابية) تجدها تتركز فى 3 أمور لا ثالث لهم، الأول القتل، والثانى، الجنس، والثالث السلطة وجمع المال من خلال تلقيهم تمويلات بالعملات المهمة، من عينة اليورو والدولار والريال والدينار، ولا يعنيهم لا عقيدة، ولا نشر الدين السمح.
لذلك استحدثوا دينا ثوابته المثلث المزعج، القتل، والجنس، والسلطة، ودشنوا مصطلحات تتماشى مع هذا المثلث الكارثى، ووجدوا بيئة خصبة للتبشير بهذه الديانة، فى البلاد التى اندلعت فيها ما يسمى ثورات الربيع العربى، التى سرعان ما تحولت إلى الخريف العربى، واستغلوا حالة الفوضى والانفلات فى كل شىء واستطاعوا السيطرة على العراق وسوريا وليبيا واليمن، وفشلوا فى مصر وتونس، فلجأوا إلى تنفيذ العمليات الإرهابية فيهما، لاستنزاف اقتصادياتها، وتدمير مواردهما، وفى القلب منها القطاع السياحى.
كارثة التبشير بالديانة الجديدة، التى تتخذ من الإسلام، اسمه فقط، ومن القتل والجنس والسلطة والمال، عقيدة، إنما أساء بقوة للإسلام، وكشف أن المجتمعات العربية والإسلامية، تلوثت عقول عدد كبير من شبابها بمثل هذه الأفكار، فلا غرابة أن تسمع عن مصطلحات، الخوارج والروافض، وجهاد النكاح، والسبايا، وبيع النساء فى أسواق النخاسة.
لابد من حشد الأمة، والدعوة إلى وقفة رجل واحد، للقضاء على هذه التنظيمات، بدينها الجديد، الذى يتبنى الجهاد فى بلاد المسلمين فقط، والعمل على القضاء عليها، ماذا وإلا فإن جميع الدول ستلقى نفس مصير ليبيا والعراق وسوريا واليمن، من خراب ودمار، وتشريد مواطنيها، وتقديمها لقمة سائغة فى يد الأعداء الحقيقين، الإسرائيليين.
دندراوى الهوارى
جهاد النكاح.. الخوارج.. الروافض.. داعش.. هذا هو «الدين الجديد»
الأحد، 12 يوليو 2015 12:06 م