ولأنك امرأة أراكِ تتألمين فى صمت وتنزفين الفرح من داخلك وتضحكين بعلو الصوت لأنك امرأة تتماسكين وتتميزين بين كل المتلونين بصدقك فقط تتعلقين، تتشابكين فى خيوط كل من حولك ويبقوا الأهم وتنسين خيوطك الخاصة حتى وإن أغرقها الهم، لأنك امرأة تعيشين كل يوم الفصول الأربعة ما بين حر المشاكل وبرودة الشناكل التى تعرقلك فى كل وقت وبكل قوة تنهضين وبصدر رحب تواصلين، يتهمونك بالعناد وتخليك عن أى ميعاد ولو سافروا فى رحلة واحدة فى كوكبك لضاعوا ما بين مرض وبعاد، فى العمر تعيشين ألف خريف وتزرعين الورد بالقلب النحيف الذى أعياه التعب وتآكلت شرايينه فلم يرى فى الحياة غير كل صعب، ولأنك امرأة تتصنعين الربيع فلابد وأن يراك الجميع فى شكل بديع، تحبسين خطاويك المتثاقلة تحت جلدك لتتصارع وتتألم وتظهرين أنت بخطاوى رشيقة تحت عين الشمس تحرقين الألم بعنفوانك وتتمخطرين وكأن هذا زمانك .
لأنك امرأة تحبين نظارتك السوداء وتخفين خلفها أحلام الفتاة البلهاء التى سكنت عيونك سنين وسنين وبدلتها الحياة ببيوت الأنين فصارت عيونك شبابيك تخفى وراءها قصصا طويلة عنوانها التنهيد تنظرين فى صمت تتنهدين فى صمت وربما تفقدين القدرة على النطق ويضيع منك الحرف والصوت.. وتبقى امرأة قوية تضم واثقة تحمى لا تخضع ولا تأن وعن الفرح تتغنى وتحكى.....لأنك امرأة !
مرأة - أرشيفية
