أختتم الحديث عن قصة إذاعة أم كلثوم، كما رواها لى وزير الإعلام فى عهدى عبدالناصر والسادات، الدكتور عبدالقادر حاتم الذى وافته المنية قبل أيام.
يواصل حاتم: أخذنا موجة مختلفة لتشغيل إذاعة أم كلثوم عن الموجات التابعة لمنظمة الإذاعات العالمية، وهى المنظمة التى تنضوى تحتها كل إذاعات العالم، وبعد أن تواصل إرسال الإذاعة نجحت نجاحًا هائلا، وفى أكثر من موقف عبر لى جمال عبدالناصر عن سعادته بها لأنها نالت إعجاب الناس.
ومن الطرائف التى يرويها حاتم حول ردود الفعل على نشأة هذه الإذاعة، رد الفعل الذى جاء من محمد عبدالوهاب، حيث عبر عن غضبه لحاتم، قائلا: «مادمتم عملتم محطة باسم أم كلثوم، أنا عايز محطة باسم محمد عبدالوهاب»، ويقول حاتم: «كنت أسمع من عبدالوهاب هذا الكلام وأرد عليه بأننى لا أعرف عنها شيئا».
المذيع التاريخى أحمد سعيد، رئيس إذاعة صوت العرب من عام 1954 إلى 1967، روى لى قصة أخرى عن إذاعة أم كلثوم، قائلا إنها بدأت بإدراك مبكر من جمال عبدالناصر بأهمية الإذاعة بالنسبة لثورة 23 يوليو 1952، وكانت هى أهم وسيلة إعلامية وقتئذ، فقرر الحصول على أكبر حصة من الاتحاد الدولى للإذاعات على الموجات القصيرة والمتوسطة والطويلة، ويقوم الاتحاد بتحديد الذبذبات المناسبة لكل إذاعة حتى لا يحدث تداخل مع بث إرسالها مع إذاعات أخرى.
يضيف سعيد: بهذا الإدراك المبكر لأهمية الإذاعة، حصلنا على موجات إذاعية، وكان لابد من تشغيلها خلال مدة معينة أى بدء بثها، وتزامن مع ذلك أن المخابرات المصرية كانت تريد محطة إرسال لتستخدمها بشفرتها مع أعوانها فى السفارات بدول العالم، وجاء السؤال: كيف يمكن استخدام البث الإذاعى فى هذا الغرض، خاصة أن الإذاعة كانت هى الوسيلة التى تلجأ إليها أجهزة المخابرات العالمية فى مثل هذه المهام؟ وجاءت الإجابة من محمد أمين حماد، مدير الإذاعة، حيث اقترح تخصيص إذاعة لهذه المهمة ويتم توظيف نصف وقتها فى إذاعة أغانى أم كلثوم، وبذلك أصبحت المهمة الظاهرية إذاعة أغانى أم كلثوم، فى حين أن مهمتها الأصلية شىء مختلف، ويقول سعيد: رغم أن الجهات المعنية لم تعد فيما بعد فى حاجة إلى هذه الإذاعة بعد التقدم التكنولوجى الذى أتاح وسائل أخرى، فإنها أخذت شهرتها من أم كلثوم.