هلال محمد يكتب: المثقف الذى نريد

الإثنين، 13 يوليو 2015 10:12 م
هلال محمد يكتب: المثقف الذى نريد ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول المفكر إدوارد سعيد فى كتابه "الآلهة تفشل دائما": "كلنا نعيش فى مجتمع، وأفراد جنسية ذات لغة أم وتقاليد ووضع تاريخى. إلى أى حد المثقفون هم خدم لهذه الوقائع، وإلى أى حد هم أعداء".. يبدو بهذا الوصف أن قدر المثقف أن يعيش إما خادمًا لتقلبات المجتمع، خاضعًا لإملاءاته، صائغًا لفكره، أو بالمقابل عدوًا له، مجابهًا لتقلباته، رافضًا لمسلماته.

فى كل مجتمع، يوجد بعض الأشخاص ذوى حساسية استثنائية للمقدس، تأمل غير عادى حول طبيعة كونهم والقواعد التى تحكم مجتمعهم، أشخاص اختاروا أن يقولوا الحقيقة للسلطة، سواء بخطاب شفهى أو كتابى، بتعبير شعرى أو تشكيلى، بالصورة أو بالرمز، لا تهم الأداة بقدر حمولة الرسالة.. إنهم المثقفون.

يبدأ تشكل وعى المثقفين حين يصلون إلى حقيقة مفادها أن شيئا ما ليس على ما يرام، شىء ما ضد الفطرة، ضد النظام، فيبدأون بطرح الأسئلة، يبحثون عن عناصر الإجابة، يسقطون النتائج على المجتمع.. ويستمر السؤال.

المثقف قبل كل شىء مواطن ينتمى إلى جماعة قومية، دينية، أو وثنية، يعيش هموم جماعته ويتطلع إلى غد أفضل عبر إيضاح وتقديم أفكار ووجهات نظر وأيديولوجيات محددة، يطمح منطقيا إلى إنجاحها فى المجتمع.

لكن هنا يبرز السؤال "من هو المثقف الذى نحتاج إليه؟"، قد تختلف الإجابة وتتشعب من شخص لآخر كل حسب أيديولوجيته وخلفياته ولكن فى نظرى الشخصى أرى أن المثقف الذى نحتاج إليه اليوم يجب أن يكون قريبًا من المواطن، من اهتماماته وتطلعاته، يعالج بلغة بسيطة ومفهومة ما تعذر على المواطن تفكيكه وفهمه. نحن بحاجة إلى المثقف الذى يحمل وعيًا يراهن من خلاله على حل إشكالية الأسئلة الاجتماعية المعقدة، واضعًا نصب عينيه مشروعًا مجتمعيًا متكاملًا، يمثل الجميع ولا مجال فيه للإقصاء، مجتمعًا تتحقق فيه الحرية والعدالة والكرامة.

عندما نتأمل فى مسألة كون ثورات العالم العربى ابتدأت بشعلة البوعزيزى الذى أحرق نفسه عندما بلغ به الظلم منتهاه ولم تبتدئ بكتابات (المثقفين العرب) نجد أنفسنا بحاجة ماسة لإعادة صياغة تعريف المثقف.. من المثقف؟ ربما البوعزيزى يملك الجواب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة