كريم عبد السلام

«الجزيرة» والسيسى وماتيو رينزى

الثلاثاء، 14 يوليو 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد فضيحة «القوة المفرطة» التى سقطت فيها قناة الجزيرة بوق الإرهاب والمشروع الصهيو أمريكى بالمنطقة، والتى حاولت من خلالها تشويه عملية سحق الجيش المصرى لإرهابيى داعش بسيناء، عادت القناة العميلة للعب وحاولت استنطاق رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو ريتزى بأى كلمة أو حرف ضد السيسى أو الحكومة المصرية، أو حتى التلويح بتجميد السياحة الإيطالية الوافدة إلى مصر، أو حتى إبداء التبرم والغضب من الاستعدادات الأمنية المصرية، لكن رئيس الحكومة الإيطالية فاجأ القناة القطرية بما لم يخطر على بال القائمين عليها.

حاول مندوب القناة القطرية الاصطياد فى الماء العكر وسؤال رئيس الحكومة الإيطالية ماريو ريتزى عن رأيه فى إدارة السيسى للدولة المصرية، فى سياق أن قنصلية بلاده فى القاهرة قد تدمرت فى عملية إرهابية مفخخة، وأنه لابد أن يكون غاضبا مشحونا ويمكن أن يصدر منه ما يمكن أن يبنى عليه فى تأويلات وتفسيرات المحللين الملاكى المضبوطين على موجات العداء والضرب فى الإدارة المصرية.

لكن المفاجأة أن ماريو ريتزى اندفع صاعقا مندوب القناة القطرية فى وصلة مديح وتقدير غير مسبوقة من مسؤول أوروبى بحق الرئيس السيسى وإدارته للبلاد، ووصف رئيس الحكومة الإيطالية السيسى بـ«الزعيم الكبير» والوحيد القادر على «إنقاذ» مصر، وتابع وسط ذهول المذيع القطرى الذى احتار كيف يوقف هذا الحوار، «فى هذا الوقت قيادة السيسى وحدها قادرة على إنقاذ مصر»، وأنا افتخر بصداقتى معه وسأدعمه من أجل إحلال السلام لأن منطقة المتوسط من دون مصر ستكون قطعا منطقة من دون سلام.

حديث رئيس الحكومة الإيطالى، الذى جاء عكس التيار السائد فى «الجزيرة» بدا وكأنه ضوء باهر فى كهف مظلم وكلمة حق وسط موجات من الشائعات والرسائل الملغومة والمضللة، وبعده استمرت القناة العميلة فى بث سمومها التى تصور الوضع فى مصر على أنه أشبه بما يجرى فى سوريا والعراق، وترفق تهويلاتها وشائعاتها بتحليلات واتصالات هاتفية من سياسيين وصحفيين مأجورين، لتثبيت أن الوضع فى مصر خارج السيطرة، لكن كل هذه الشائعات والأخبار الكريهة كانت تتوارى أمام كلمات رئيس الحكومة الإيطالية التى طيرتها وكالات الأنباء فى العالم، واستشهد بها من بعده كتاب ومحللون غربيون، والأهم أنها صفعت القائمين على القناة القطرية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة