افتقدت «سامى العدل» الإنسان قبل الفنان.. كان صديقا بالمعنى الحقيقى للكلمة، لكل من اختاره ليقف معه فى هذا المربع.. عاش بقلب طفل وعقل رجل عجوز منذ كان شابا.. حركته طوال حياته قناعته بما يريد، لذلك أدمن الإخلاص.. كانت الشجاعة عنوانا لسلوكه، حتى لوتسببت له فى خسارة شخصية.. وهبه الله خفة ظل يعرفها كل من اقترب منه، وظلمه من لم يستنطقوا هذه المساحة فى أعماق موهبته.
كان «سامى العدل» مقاتلا إذا فرضت عليه الظروف القتال.. عاش جانحا للسلم وراغبا فى الحياة تحت عباءته.. عشق الفن فأنفق عليه وقته وماله، ورفض فرض نفسه على الساحة الفنية بما يملك من أدوات إنتاج.. يشهد له أصغر مخرج، قبل الكبار أنه يحترم «مايسترو» العمل بغض النظر عن سيرته الذاتية.. وكان يشجع الزمالك بإخلاص، فرض على كل الأهلاوية احترامه والحرص على الاقتراب منه.
فى حياة «سامى العدل» مساحات من الوفاء والخير والعطاء، حرص طوال عمره على أن يخفيها.. يمارسها ابتغاء مرضاة الله، وما أعلمه منها يحرمنى رحيله من البوح بها - كما فرض ذلك فى حياته - ويكفى أن أدعو له بالرحمة والمغفرة، وأسأل كل من عرفه الدعاء له.
الفنان «سامى العدل» تحمل كثيرا حملات افترت عليه فى بداية مشواره، وكان يرفض الشكوى أو الجهر بأنه مظلوم.. ترك للدنيا والزمن أن يقدماه بما يستحق.. رحيله حدث فى عز تألقه وتفوقه حتى على نفسه.. لم يؤد شخصية قدمها كممثل، بل كإنسان تسكنه التفاصيل ويترك لمشاعره ولسانه أن يصلا بها إلى المشاهد.. كانت أحلامه دائما تسابق إنجازاته، فعاش حالة رفض لكل ما قدمه لإيمانه بأنه يجب أن يقدم الأفضل فى المستقبل.
غادر «سامى العدل» الحياة وترك سيرة فرضت حزنا وشجنا، داخل من عرفوه، وكل الذين استمتعوا بفنه.. يكفيه أن يعيش مبدعا بآخر لحظات فى عمره، أنفقها مقدما أدوارا تنتزع دعواتنا له مع شكرنا وتقديرنا على مشوار أعطى خلاله الكثير.. لكننا يجب أن نعترف بأننا ظلمناه!! ربما لاستجابتنا بعدم الحديث عنه مفضلا الحديث معنا.. وكفاه أنه ترك امتدادا وشعلة يحملها بعده أشقاؤه وأولاده، كما يحملها كل من يقدر أن يحاكيه وتلك مسألة صعبة.. إن لم تكن مستحيلة!!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
.
الكل مدعون