هناك مقولة عبقرية للمؤرخ الشهير وعالم الاجتماع العظيم «ابن خلدون» نصها: «عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والأفاقون والمتفقهون والانتهازيون، وتعم الإشاعة وتطول المناظرات، وتقصر البصيرة ويتشوش الفكر»
والحمد لله، مصر لم ولن تنهار، ولكن سقطت بعد 25 يناير 2011 فى بئر الفوضى، ولولا الشعب المصرى الحقيقى، وجيشه العظيم، انتشلوها من هذا البئر فى 30 يونيو، لكانت مصر على أبواب سوريا وليبيا والعراق واليمن.
ما قاله ابن خلدون عن نتائج الانهيار والفوضى فى أى وطن، وزيادة عدد المنجمين والأفاقين والانتهازيين، هو ما نعيشه الآن فى مصر بالضبط، منجمون منتشرون، وانتهازيون متصدرون للمشهد، يصدرون فتاوى ورؤى، هدفها ليس الصالح العام، ولكن لتحقيق مصالح شخصية ضيقة.
المنجمون الآن شغلوا مصر بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، لإثارة البلبلة بين الناس، وإشاعة الفرقة وإشعال نار الخلاف، من عينة هل الفنان العالمى عمر الشريف سيدخل الجنة، وأن أعضاء الجماعات المتطرفة من داعش للنصرة والقاعدة والإخوان وغيرها الذين يقتلون ويذبحون ويفجرون ويغتصبون النساء تحت شعار جهاد النكاح والسبايا وما ملكت اليمين، سيدخلون الجنة؟ ونسأل المنجمين هل تعلمون الغيب وتعرفون من الذى سيدخل الجنة ومن سيدخل النار؟ إذا وضعنا فى الاعتبار أن الدكتور مجدى يعقوب، رجل نذر نفسه لتخفيف آلام الناس، وأسس صرحا طبيا فى أسوان لعلاج قلوب المصريين الغلابة، وأصبح زاهدا فى محراب العلم، هل سيدخل النار؟
أيضا، الفنان عمر الشريف، أصر رغم وصوله للعالمية، أن يحتفظ بجنسيته وجواز سفره المصرى، وكان دائم الدفاع عن بلده فى كل المحافل الدولية، للدرجة التى يمكن له أن يتعدى بالضرب، والشتائم ضد أى شخص مهما كان مكانته يحاول إهانة مصر، كما لعب دورا لخدمة الوطن فى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وكان لا يتأخر ثانية إذا طلب منه أى خدمه لبلاده دون أى مقابل فهل سيدخل النار؟
هذا إذا وضعنا فى الاعتبار أيضا أن يوسف القرضاوى الذى يصدر يوميا فتاوى التحريض والقتل، ويساند ويدعم كل العمليات الإرهابية ضد المصريين، ويدينها فى تونس واليمن، وقطر وتركيا، ويوظف أمواله فى البورصة لتمويل العمليات الإرهابية داخل البلاد، فهل مثل هذا الشخص سيدخل الجنة؟
الأمر ينطبق على (محمد بديع، وخيرت الشاطر، وأبو بكر البغدادى)، الذين يحرضون بالقتل، والفوضى والتعدى على المنشآت العامة وحرق وسائل المواصلات المختلفة من قطارات وأتوبيسات هيئة النقل العام وأبراج الكهرباء فهل هؤلاء المحرضون على قتل المسلمين يدخلون الجنة؟
أيها المنجمون والأفاقون والانتهازيون كيف تفصلون الفتاوى وتوظفون الدين لخدمة مصالحكم، وتدعون أنكم تعلمون الغيب وتملكون صكوك دخول الجنة والنار، «والعياذ بالله»، فتمنحون صك دخول الجنة لأتباعكم وصك دخول النار لأعدائكم، والمختلفين فكريا معكم!!
لكن يبقى شىء مهما، بعيدا عن الأمور الغيبية، ومن سيدخل الجنة، ومن سيدخل النار، فإن الأعمال الصالحة فى الدنيا تمكث فى الأرض، والأعمال السيئة والخبيثة ترتد على أصحابها.
دندراوى الهوارى
من يدخل الجنة.. مجدى يعقوب وعمر الشريف.. أم القرضاوى وبديع والشاطر؟
الأربعاء، 15 يوليو 2015 12:04 م