الحرب مع الإرهاب تحتاج الكثير من الانتباه واليقظة والمعلومات، وتفكيك لوغاريتمات العلاقات التحتية لتنظيمات الإرهاب مثل داعش وأمثاله، وربما ونحن نفكر فى قوانين وتشريعات نحتاج لفك طلاسم هذا البنيان الذى ظهر فجأة، ويحظى برعاية تجعله قابلا للنمو ومقاوما للضرب.
حتى فى أوروبا مازالوا يكتشفون الإرهابيين تحت جلودهم، بل من صنع أيديهم فى كثير من الأحيان، وما تزال قضية هانى السباعى، المتهم بالإرهاب فى مصر والحاصل على اللجوء والحماية فى بريطانيا، ولم يصل الإعلام ولا المعارضة لسبب دعمه وحمايته، ومثله ياسر السرى القاتل المحترف والمحرض على الإرهاب، بل إن هناك دلائل على أن بعض وسائل الإعلام فى الخارج تركز على المتطرفين ودعاة الإرهاب وتتجاهل ملايين المسلمين ممن يعيشون فى أوروبا ويمثلون نموذجًا طبيعيًا للمسلمين، بل إن هؤلاء المسلمين المعتدلين يدفعون ثمن الإرهاب والتطرف.
المطروح فى أوروبا اليوم هو جدل اكتشاف مئات الشباب البريطانى والفرنسى والألمانى، وقد هربوا أو سافروا وانضموا لتنظيمات إرهابية بدعوى الجهاد، وكان وراء تجنيدهم إرهابيون من أمثال السباعى والسرى وغيرهم، ممن يجهرون بالعداء لأوروبا ويطرحون خطابا متعصبا وطائفيا وعنصريا، ومنهم إرهابى كانت المذيعة تسأله عن كونه يحظى بالأمان فى بريطانيا ومع هذا يدعو لقتل المسيحيين، فرد ليؤكد أن هذا هو الإسلام، وبدا أن هؤلاء تقريبا يسعون لتقديم صورة للإسلام مقرونة بالإرهاب، ومع هذا يحظون بالحماية، ليس من قبل الحكومات، بل من قبل أجهزة عليا فى هذه الدول، وانتشرت معلومات عن كون هؤلاء الإرهابيين هم من جندوا وجمعوا المقاتلين من كل أنحاء العالم وقدموهم لبريطانيا وأمريكا من أجل تسفيرهم وزرعهم فى العراق وسوريا، ومن يراجع الصحف البريطانية خلال عامى 2011 و2012، فسيكتشف أن هذه الصحف كانت تمجد الإرهابيين باعتبارهم مقاتلين من أجل الحرية، بينما كانوا يقاتلون بالوكالة لصالح قطاعات من تجار السلاح وجهات رأت أن هؤلاء يحققون أهدافًا فى تكسير هذه الدول مثل سوريا والعراق.
اليوم، هذه الدول تكتشف أن شبابًا من مواطنيها يهربون إلى سوريا والعراق ينضمون لداعش وتنظيمات إرهابية بعد تجنيدهم من إرهابيين محترفين مثل السباعى والسرى، وبدفع من بطولات أسبغتها عليهم الصحافة والإعلام البريطانى والأوروبى.
اليوم، هذه الدول تعلن أنها تواجه الإرهاب وتشن عليه حربا، بينما جهات فى هذه الدول أسهمت وساعدت فى صناعة هذه التشكيلات الإرهابية، بما يشير إلى أن دعشنة أوروبا هى صناعة أوروبية فى الأساس، وبالتالى فإن جزءا مهما من مفاتيح هذه التنظيمات وتمويلها وتدريبها يوجد فى أيدى أجهزة أوروبية، هى نفسها ساهمت فى إنتاج دواعش أوروبيين.