تابعت بعض مسلسلات رمضان، لكن مسلسل «حق ميت» كان مختلفا بكل ما فيه وكل من فيه، فالمؤلف «باهر دويدار» وضع نفسه فى مكانة أشفق عليه منها، والمخرج «فاضل الجارحى» تفوق على نفسه، للحد الذى يجعله مرعوبا فى المستقبل!! وباقى فريق العمل، يستحقون تقديرا يصعب التعبير عنه، فهذه هى المرة الثانية التى يغيب فيها البطل - إيمى سمير غانم - ويبقى حاضرا، على طريقة «طه السماحى» فى «ليالى الحلمية»، ولأن «هادى الجيار» تعودناه جريئا، فقد عبر عن عبقريته فى حضوره وغيابه، وكذلك «المجرم» رمزى لينر فى دور جديد عليه، ليؤكد أنه «قماشة تانية»!!
ولن أكتب عن «أحمد عبد العزيز» رغم أنه يستحق، ولن أتوقف أمام «دلال عبد العزيز» باعتبار أن الزمن يضيف إليها تألقا وإبداعا، لكننى يجب أن أعترف بأن «حسن الرداد» قدم أوراق اعتماده كنجم فوق العادة، فهذا فنان يمثل كما يتنفس، أدى دوره للحد الذى يجعلنى أؤكد أن غيره لا يمكن أن يستوعب هذا العمل ويؤديه كما أبدع فى آدائه، ربما لأن صعوبة دوره فرضت عليه أن ينتقل بين «الأكشن الناعم» و«الرومانسية»، وبينهما يقدم «التراجيديا» و«الكوميديا» وكل هذا لا يفصل بينه سوى مشاهد قليلة، فالمؤلف كتب شخصية شديدة الصعوبة، وقدمها «حسن الرداد» بسهولة تجعلنى أنحنى له تقديرا، أستطيع القول: إنه قدم نفسه على الشاشة، فهو الطيب الذى تسكنه روح الشر، وهو القائد القادر على تنفيذ الأوامر، وهو الجميل الذى يجعلك تكره كمية القبح التى عبر عنها، كل هذا وغيره أبدع «حسن الرداد» فى تقديمه وبدا كأنه شخصية طبيعية، أنتجتها كل الظروف غير الطبيعية دون أن تشعر وأنت تتابعه بارتياب أو دهشة!!
يستحق «حسن الرداد» أن نزفه إلى كل المؤلفين والمخرجين والمنتجين كنجم يصعب أن ينافسه غيره.. مع إيمانى بأن مصر قدمت مبدعين قبله يتجاوزونه، وستقدم القادرين على منافسته!!
ما يمهنى فى مسلسل «حق ميت» أنه كان الأول والأكثر إبداعا فى تناول مأساة «أطفال الشوارع» وكيف تحولت إلى استثمار يعيش على ضفافه عشرات القتلة والمجرمين ومعدومى الضمير. أكتب كمشاهد لأننى لست ناقدا فنيا، وأترفق بكل المبدعين فى أعمال جادة ومحترمة كثيرة، لكن النقاد لا يرون الفن والإبداع، بقدر تفوقهم فى التشهير بالوطن!!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ياترى نظرة اطفال الشوارع لما يكبروا للمجتمع حتكون ايه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
منون حسن
مدخل بنها
عدد الردود 0
بواسطة:
Fatma
اطفال الشوارع