أكرم القصاص

«داعش».. وفيروس الإرهاب الوبائى!

الأحد، 19 يوليو 2015 06:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل يوم دليل جديد على أن الإرهابيين، يعيشون تحت جلد المجتمعات، ولدينا فى مصر حالات كثيرة ظهر فيها الإرهابيون بالصدفة، قنبلة أو سيارة انفجرت قبل موعدها، لنكتشف أننا أمام إرهابيين ليسوا مسجلين ولا تظهر على هيئاتهم مظاهر الإجرام، مهندس أو طبيب، لديهم أعمال ودخل، ومع هذا يتبنون الإرهاب، فيما يبدو أقرب لمرض أو وباء، ثم إن التنظيمات الإرهابية تنظم حملات تعاطف تستخدم فيها ملامح الإرهابيين البريئة.

الإرهاب الظاهر يبدو أشبه بطفح جلدى، أو سرطان تغذيه الكراهية، ولا يكفى لتفسيره الاستناد إلى نظريات قديمة تعتبر الفقر والقمع والبطالة أسبابا، والواقع يقول إن الإرهابيين فى الخليج أو أوروبا من أسر مستورة، متعلمون جيدا يعملون، ومع هذا يفجر الواحد نفسه أو يقتل بشرا مختلفين معه فى الدين أو المذهب، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، والتبرير جاهز تكفير يتبعه قتل.

خلال يوم واحد، ثلاث حوادث، الخميس، فى السعودية اشتبه رجال الأمن بنقطة تفتيش على طريق الحائر بمدينة الرياض فى سيارة، بادر من فيها بتفجيرها منتحرا، وأصاب شرطيين، وكشفت التحقيقات أن الانتحارى سعودى، و أنه قبل تفجير السيارة قتل خاله العقيد فى الداخلية بمنزله فى الرياض.
يوم الجمعة قتل 180 عراقيا وأصيب عشرات فى تفجير سيارة مفخخة بسوق مزدحم أول أيام عيد الفطر، فى خان بنى سعد بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته و قال، إن المفخخة كانت تحمل 3 أطنان متفجرات، فجرها انتحارى يدعى أبو رقية الأنصارى فى مسلمين من الشيعة.

الجمعة أيضا محمد يوسف عبد العزيز شاب أمريكى مسلم أردنى، مولود فى الكويت، يعيش فى ولاية تينيسى أطلق ما بين 25 و30 طلقة على مركز تجنيد للجيش الأمريكى بمدينة شاتانوجا، ثم توجه لمركز لقوات احتياط المارينز وقتل 4 جنود وأصاب 3، قبل أن يتم قتله.محمد شاب متدين وسيم هادئ ليس له ملف بـ«الاف بى آى» يرتدى ملابس كاجوال، خريج كلية الهندسة جامعة تينيسى.. ويعمل فى وظيفة جيدة ودخلها مجز.

نحن أمام إرهابيين شباب ليسوا مقموعين ولا فقراء ولا عاطلين، رأينا السعودى الذى فجر نفسه بمسجد القطيف، والآخر الذى فجر نفسه فى مسجد بالكويت، حالات تحتاج لدراسة وبحث لأن سرطان داعش ينتشر ويتوسع، ويستقطب شبابا فى أوروبا وليس فقط المنطقة العربية. سلوك عنيف وعقليات بدائية، تتغذى على الكراهية لتتحول إلى ماكينات تكفير وقتل، والأمر يبدو أكبر من خطاب دينى، بل هو أقرب لفيروس وبائى بحاجة لتحاليل وعلاجات غير تقليدية، لأن الإرهاب داخل شرايين المجتمعات هنا وفى أوروبا وأمريكا، والمواجهة تبدأ من هنا ومن العقول التى ضربها الفيروس وما زال فى طور الحضانة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة