لا يمكن أن يفرض فصيل سياسى حتى لو رفع راية لا إله إلا الله نفاقا علينا حاكما حتى لو سقط مغشيا عليه من كثرة الصيام والقيام والتعبد، فحكم الشعوب لا يأتى من بوابة الإيمان، بل من بوابة العدل والمساواة.
وهو ما فعله الرسول الكريم محمد بن عبدالله، عندما وصل المدينة المنورة «يثرب» حيث ساوى بين كل سكانها مسلمين ويهود، الأوس والخزرج، رجل وامرأة، الجميع تساوى فى كل شىء، لم يعد أحد خيرا من أحد إلا بالتقوى، والجميع متساوون فى الواجبات والحقوق.
هذا هو إسلامنا الذى تخلينا عنه، فلم نعد خير أمة أخرجت للناس بل أصبحنا أسوأ أمة تعتنق أعظم الديانات، ولكنها تطبق أسوأ الأشياء فى التعامل والدعوة إلى الله، والنتيجة أصبحنا الأضعف فى كل شىء عسكريا وعلميا واقتصاديا وأخلاقيا، أصبحنا لا نملك حتى رؤية الدفاع عن ديننا أو رسولنا الكريم، انعدمت لأننا لم نعد نملك حجة الدفاع، لأننا أول من طعن الإسلام ونبيه وشكك فى سنته ورفع راية الفتن فى كل مكان، لهذا لن يرضى الله ورسوله عنا، لأننا أخطأنا فى حق أمتنا وديننا ونبينا وربنا، لهذا لم نعد خير أمة أخرجت للناس.
وهناك ألف سبب جعلنا نفقد صفة أننا خير أمة أخرجت للناس، أولها شعوبنا المحكومة وليس حكامنا، فالبيئة التى أفرزت نوعية محمد مرسى الحاكم الإخوانى بالرغم من أنها بيئة «إسلامية» فإن عقليتها تؤكد أنها بيئة «جاهلية» بكل ما تحمله الكلمة من معان.
فالرسول محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم بعث فى مجتمع جاهلى يعبد العاقل فيهم صنما، مجتمع تتعدد فيه الآلهة، هذا المجتمع الجاهلى هو البيئة التى خرج منها الرسول الكريم إلا أنه نجح فى تغيير الدنيا بهم وينشر دين الإسلام، والآن نحن فى مجتمع أشرس من المجتمع الجاهلى الذى نشر فيه الرسول رسالته.
ولكن لأن عصر الأنبياء قد ولى فإننا ابتلينا بحاكم جاهل اسمه محمد مرسى، نجح فى أن يشعل فى هذا المجتمع فتنة الشرعية والتى زادت عقب نجاح جيش مصر فى الإطاحة به ونجاح عبدالفتاح السيسى فى حكم مصر، وهو ما جعل جماعة مرسى تتغير بنسبه 180% وأفرزت الجماعة أسوأ وأشرس ما فيها لحرق المجتمع، ولم يتعلم الإخوان ولا مرسى الدرس من سيد الخلق محمد بن عبدالله عندما فتح الله له مكة وسأل النبى كفار مكة: ماذا تظنون أنى فاعل بكم، فردوا عليه أخو كريم وابن أخ كريم، فيرد عليهم الرسول محمد: اذهبوا فأنتم الطلقاء.. اين هذا من مرسى وجماعته وللحديث بقيه إن شاء الله.