فلتتفرغ وزيرة القوى العاملة لـ"طشت الملوخية!!"

"أنا ست بيت بدرجة امتياز، طبقًا لشهادة زوجى الذى يعشق الملوخية بالأرانب، فضلًا عن أنواع المحاشى وغيرها من الأكلات".. هذه الكلمات قد تتخيل أنها وردت على لسان إحدى ربات البيوت فى مداخلة على الهاتف فى برنامج من برامج الطبخ المنتشرة فى الفضائيات، ولكن من المضحك "المؤلم" أن هذه الكلمات وردت على لسان وزيرة فى حكومة المهندس إبراهيم محلب، وفى بيان رسمى "أيوه بيان رسمى"!.

د. ناهد العشرى، وزيرة القوى العاملة "المسئولة الأولى" عن عمال مصر، تتحدث عن الأكلات المفضلة لزوجها العزيز فى بيان رسمى أصدرته صبيحة أول أيام عيد الفطر المبارك، وتناقلته معظم وسائل الإعلام وقدم لنا وصفًا تفصيليًا لحياة السيدة الوزيرة والسادة الوزراء فى العيد.

فقالت الوزيرة: "إن حكومة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، تحرص على استغلال إجازة عيد الفطر، لالتقاط الأنفاس والاستمتاع بها بعيدًا عن المشكلات اليومية والقضايا الحياتية"، وأوضحت أن " كل وزير بدأ تكييف نفسه على قضاء الإجازة حسب رغبة الأسرة، فالبعض منهم فضل السفر خارج القاهرة للاستمتاع مع أسرته سواء فى قريته أو فى الساحل الشمالى أو العين السخنة، وأخرون فضلوا الاستجمام بالمنزل وزيارة الأهل والأحباب التى يعجز عن تلبيتها نتيجة المنصب الوزارى وأعبائه، الذى أثر بعض الشىء على تلك الزيارات، فضلًا عن دوامة العمل اليومى فى الوزارة".

وأكدت "عشرى" أنها فضلت الاستجمام فى منزلها بالقاهرة، وزيارة الأهل واستقبالهم، قائلة: "أحرص على قضاء إجازة عيد الفطر مع زوجى، والاستمتاع معه بها دون السفر أو التوجه إلى أى مكان، لأن العيد فرصة لتبادل الزيارات العائلية مع أفراد الأسرة والأهل والأصدقاء، وتبادل التهانى والمعايدات بالعيد تليفونيًا".

وأشارت إلى أنها كزوجة تحرص دائمًا على ألا تؤثر مسئولياتها كوزيرة على استقرار حياتها الزوجية والأسرية، من خلال تواصلها مع الأهل والأصدقاء، كما أنها كباقى الأسر المصرية تفضل "الكعك البيتى، لأن له طعم تانى"، كما تستقبل من الأهل والأقارب "كعك من صنع أيديهم".

وأضافت الوزيرة فى لهجة مطمئنة لجموع الشعب المصرى: "أنا ست بيت بدرجة امتياز، طبقًا لشهادة زوجى الذى يعشق الملوخية بالأرانب، فضلًا عن أنواع المحاشى وغيرها من الأكلات"، وأشارت إلى أنها تعطى أطفال العائلة "عيدية"، لشراء الحلوى والبالونات واللعب، كما تحرص على زيارة قبر والدها.

انتهى البيان، الذى انتشر على المواقع الإلكترونية ولم تنفه الوزيرة حتى كتابة هذه السطور، لتتزاحم على الذهن علامات الاستفهام والتعجب التالية :
١- ماذا أضافت لنا الوزيرة ناهد العشرى من كونها ست بيت ممتازة وزوجها يحب الملوخية بالأرانب والمحشى، وأقاربها يجهزون لها الكعك "البيتى" وتعطى "العيدية" للأولاد وتزور قبر والدها... "إحنا مالنا....؟!".
٢- هل البيانات الرسمية للوزارات تحولت إلى بيانات للحديث عن المسائل الشخصية وأخبار "طشت الملوخية" و"لفة ورق العنب وطاجن البامية؟!".
٣-لماذا تحرص حكومة محلب على استفزاز المواطنين بتصريحات بلهاء من آن لآخر؟ وهل الوزيرة تقصد من بيانها مضايقة إحدى زميلاتها الوزيرات ممن لا يجدن فن الطبخ؟!
٤-إذا كانت الوزيرة حريصة على إصدار بيان أول أيام العيد، فلماذا تجاهلت تهنئة العمال، وراحت تبشرنا بأنها ست بيت ممتازة وعليها "طشت ملوخية" لا تقاوم؟!
٥- أين الحلول المبتكرة لحل مشكلات العمال المزمنة وماذا عن مشروع قانون النقابات العمالية وقانون العمل، وتطبيق الحد الأدنى للأجور، ومشكلات العمالة غير المنتظمة وحقوقهم الضائعة، والتمييز بين العاملين بالقطاع العام حتى فى إجازات عيد الفطر المبارك؟!

إن النقاط الخمس السابقة تستوجب من الوزيرة ورئيس مجلس الوزراء الرد عليها، فمن حقنا أن نعلم ماذا تفعل الوزيرة فى ديوان عام المحافظة.. هل تهتم بشئون العمال، أم تجهز الخضار فى المكتب وتقطف الملوخية، حتى يتسنى لها إعدادها بسرعة لزوجها؟!

إن الزوجة العاملة حين تخرج من منزلها يجب أن تعمل كالرجل تماما، أما أسرار بيتها وتميزها فى الطبخ فلا تخص المواطنين، لكن المهم هو الإنجاز فى العمل وعدم استغلال الهيئات الحكومية فى الحديث عن " الملوخية" فى البيانات الرسمية.

إن أى حكومة تحترم مواطنيها يجب أن تحقق فى هذا الكلام "الفاضى"، فإما أن تنفى ما نقله الاعلام من حكايات الملوخية، وإما إن يصدر محلب قرارا بإعفاء معالى الوزيرة من عملها لتتفرغ لعمل الملوخية بالارانب "وهى مهمة لا يستهان بها"، وتعلم كيفية صناعة "الكعك البيتى" بدلا من انتظاره من أقاربها !!