يقول الإصحاح السابع عشر من سفر التكوين من التوراة العهد القديم إنه «لما كان إبرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر الرب لإبرام، وقال له أنا الله القدير سر أمامى، وكن كاملا فاجعل عهدى بينى وبينك وأكثرك كثيرا جدا، فسقط إبرام على وجهه، وتكلم الله معه قائلا، «أما أنا فهو ذا عهدى معك، وتكون أبا لجمهور من الأمم. فلا يدعى اسمك بعد إبرام بل يكون اسمك إبراهيم» الآيات (1:5) وفى الآيات (18:20) من الإصحاح نفسه: «وقال إبراهيم لله ليت إسماعيل يعيش أمامك، فقال الله بل سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه إسحاق، وأقيم عهدى معه عهدا أبديا لنسله من بعده، وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا، اثنى عشر رئيسا يلد وأجعله أمة كبيرة». وفى الإصحاح الحادى والعشرين من سفر التكوين التوراتى الآيات (9:13) نقرأ: «ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذى ولدته لإبراهيم يمزح، فقالت لإبراهيم أطرد هذه الجارية وابنها، لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابنى إسحق. فقبح الكلام جدا فى عين إبراهيم لسبب ابنه، فقال الله لإبراهيم لا يقبح فى عينيك من أجل الغلام، ومن أجل جاريتك فى كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها، لأنه بإسحاق يدعى لك نسل، وابن الجارية أيضا سأجعله أمة لأنه نسلك». ثم تتحدث التوراة عن أن إبراهيم صحا مبكرا وأخذ إسماعيل وهاجر ومعهما خبزا وماء وضعته هاجر على كتفها ومضيا هى والغلام إلى أن نفذ الماء، وقالت: «لا أنظر موت الولد فجلست مقابله ورفعت صوتها، وبكت فسمع الله صوت الغلام، ونادى ملاك الله هاجر من السماء، وقال لها ما لك يا هاجر؟ لا تخافى لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو. قومى احملى الغلام وشدى يدك به، لأنى سأجعله أمة عظيمة. وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام، وكان الله مع الغلام فكبر، وسكن فى البرية وكان ينمو رامى قوس»! ولأننا بصدد الحديث الدائم والمحتدم عن تجديد الخطاب الدعوى، لأننى أصر على أنه دعوى إنسانى بشرى محض، أما الدينى فهو الكتب المقدسة التى خاطب بها الله سبحانه وتعالى عباده فإننى حريص على أن التجديد لابد أن يتطرق إلى الخطاب الدعوى كله عند المسلمين والمسيحيين أبناء هذا الوطن.. لأن المسيحى هو الآخر قد يتعرض لموجات من التطرف والشطط التى تخرجه عن جوهر الدين القويم دين المحبة والتسامح. وقد لفت نظرى حديث العهد القديم، التوراة، عن أبينا إبراهيم وأبينا إسماعيل وكيف أن إسماعيل، رغم كل ما كانت تريده سارة، لديه وعد إلهى هو الآخر بأن يصبح أمة عظيمة.. وقد تكرر الوعد مرات ثلاث الأولى عند ختان إبرام وعمره تسعة وتسعين سنة وكان إسماعيل آنذاك ابن ثلاث عشرة سنة، وتم ختانه أيضا، والثانية والثالثة أثناء الحوار بين سارة وبين النبى إبراهيم وأثناء انتظار هاجر خائفة باكية موت ابنها فإذا بملاك الله يبشرها بالماء وبأن ابنها سيصبح أمة عظيمة.. ولم يصبح أبينا إسماعيل أمة عظيمة إلا عندما بعث من نسله نبى رسول خاتم هو سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، ولنا أن نلاحظ أن النبوة فى فرع إسماعيل توقفت بعده مباشرة لتظهر فيما بعد عند رسالة الرسول محمد.. بينما استمرت النبوة فى فرع إسحاق من بعده ثم توقفت عند يحيى «يوحنا المعمدانى» ابن زكريا الذى كان سيدا وحصورا، أى لا يقرب النساء ليتوقف نسل الأنبياء فى ذلك الفرع وينتقل إلى الفرع الإسماعيلى. وهناك فى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ما يمكن الكتابة عنه فى مضمار تجديد الخطاب الدعوى لعموم المصريين مسيحيين ومسلمين وكل عام وأنتم طيبون.