جمال أسعد

ثورة يوليو ودروسها المستفادة

الثلاثاء، 21 يوليو 2015 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد غد العيد الثالث والستون لثورة يوليو 1952 المجيدة، وهى الانقلاب العسكرى أو هى الحركة المباركة التى قام بها تنظيم الظباط الأحرار.نعم كانت انقلاباً أو حركة عسكرية أسقطت الملك فاروق وعند إسقاط الملك فهى بالفعل انقلاباً أسقط الملك ولكن لم يكن أحد يعرف هل هذا الانقلاب سيكون ثورة مضادة تُرجع البلاد إلى الخلف أكثر مما كانت أم سيتحول هذا الانقلاب إلى ثورة حقيقية تغير الواقع جميعه تغييراً جذرياً للأحسن؟ وانضم الشعب منذ اللحظة الأولى للانقلاب وحولها إلى ثورة.فلم ولن يتحول انقلاب إلى ثورة بغير قناعة وإيمان ومساندة الشعب حتى تكون ثورة، فمن المعروف أنه لا يوجد نظام سياسى يلاقى إجماعاً من الجميع بالمطلق فمن غير المعقول أن يساند الثورة من كانت الثورة ضده وضد مصالحه. ولكن من الطبيعى أيضاً أن يساند الثورة كل من قامت الثورة من أجله وحققت أحلامه وحلت مشاكله. ولذا فالحكم على أى نظام يكون بقدر انحياز هذا النظام للأغلبية الساحقة من الجماهير وهكذا كانت ثورة يوليو هى ثورة الأغلبية الغالبة من الفقراء والمحرومين والكادحين حيث أنها قد جسدت شعار العدالة الاجتماعية واقعاً معيشاً على أرض الواقع. كما أن الأحداث الكبرى والثورات هى بنت ظروفها السياسية وأوضاعها الاجتماعية وحصيلة لمشاكلها الاقتصادية كما أنها لن تكون بعيداً عن الظروف والمعطيات المحلية والأقليمية والدولية. ولذا فثورة يوليو لا تقيم بمقاييس اليوم ولكنها هى نتاج زمنى ومكانى لمصر منتصف القرن العشرين. فعندما كانت ثورة يوليو نبراساً وطريقاً هادياً لكثير من شعوب العالم الثالث فى التحرر من الاستعمار وتحقيق العدالة الاجتماعية فى مواجهة نظام رأسمالى مستغل وفى ظل ما يسمى بالحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكى والرأسمالى مما جعل الثورة تدخل فى إطار تلك المواجهة الدولية التى لا تريد ولا تقبل مثل هذه الثورات وتلك الأنظمة وهذه هى فلسفة وجود الظاهرة الاستعمارية التى نراها الآن وإن تغيرت الأشكال وتنوعت الأساليب. نعم فعند ثورة يوليو لم تكن الدساتير تستوعب الكثير من مفاهيم الديموقراطية وحقوق الإنسان وكانت أغلب دول العالم تعيش نظام الحزب الواحد ولكن هذا لم يدعو الثورة إلى أن تتقاعس عن تحقيق حلم المواطنة واقعاً حتى وإن لم يكن دستورياُ ولا ديموقراطياً، فكان هناك التعليم والعلاج والتوظف والخدمات الثقافية والاجتماعية للجميع دون تفرقة بين غنى وفقير أو مسلم ومسيحى أو قوى وضعيف. كان هناك حلم جماعى يتحقق عن طريق المجموع. كانت هناك مواجهة حقيقية فى الداخل والخارج أدركها الجميع فعرف كل واحد دورة فى هذه المواجهة. وكان هذا نتاج ونتيجة لأنتماء حقيقى للوطن لم يأت صدفة ولا عنوة ولكنه انتماء طبيعى كرد فعل من مواطن أصبحت له حقوق وعليه واجبات مواطن أحس بالكرامة والمساوأة فوجد ذاته تتحقق فى إطار المجموع فكان الإيثار للجماعة وللوطن. وعلى ذلك نجد تلك الهجمة التى لا زالت على يوليو حتى الآن ممن يدركون أهمية يوليو الآن ومستقبلاً فوجدنا شعارات ومبادئ يوليو ما زالت تتردد فى مصر والعالم العربى. وهذه هى دروس يوليو فالتاريخ لا يموت بل يظل بوابة التجارب والدروس المستفادة فهل نستفيد؟ نتمنى هذا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة