غادر خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، السعودية بعد زيارة تركت الكثير من التكهنات، وذهب سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، إلى السعودية فى زيارة لم تخرج عن نفس الأهداف التى ذهب بسببها «مشعل».
وبين الزيارتين كانت كلمات مرشد الثورة الإيرانية على خامنئى فى عيد الفطر، والتى أعطتها جريدة «الأخبار» اللبنانية فى عددها أمس الأول، الاثنين، عنوانًا: «إيران باقية مع المقاومين». ففى خطبة العيد قال «خامنئى»: «لن نتخلى عن دعم الشعوب المظلومة فى المنطقة بغض النظر عن مصير الاتفاق النووى مع الدول الكبرى».
زيارة «مشعل» و«جعجع» هى محاولة لتجهيز الاصطفاف السعودى الذى سيواجه إيران فى مرحلة ما بعد الاتفاق النووى، وإذا كان «جعجع» حليفًا طبيعيا للسعودية، باعتباره جزءًا من حلف لبنانى أوسع بقيادة سعد الحريرى، هو مع السعودية على طول الخط، فإن زيارة «مشعل» دليل على أن التحركات السعودية تخترق جبهة الإخوان المتسعة بطول الوطن العربى وعرضه، كى تشعر طهران بأن للرياض أذرعًا ممدودة.
تقفز السعودية الآن على ما نعتبره نحن فى مصر «حماس الإرهابية»، وتقفز على أن «حماس» فرع إقليمى لجماعة الإخوان، وبينما نبقى نحن خلف كل ذلك، موجوعين بما تفعله الجماعة وأنصارها من إرهاب أسود ضد المصريين، تقفز هى إلى استدعاء كل الأدوات التى تحقق لها مصالحها الإقليمية، فكيف سنتعامل مع هذا التحول الجديد؟
بين هذه «الرؤية السعودية» التى تعبر عن قلق بالغ، وبين هذا «الثبات الإيرانى» الذى تؤكد خطواته أنه يعرف ما يريد، تشير كل الشواهد إلى أن الدولتين تدخلان إلى مرحلة الرغبة فى حسم العديد من الملفات المفتوحة التى تتصارعان فيها.. فى اليمن، وسوريا، ولبنان، والعراق، وبناء على ذلك تجهز كل منهما أدواتها.
يقودنا كل ذلك إلى
سؤال واضح: هل ستبتلع السعودية والأطراف الخليجية الأخرى إمكانية أن تفتح مصر ملف علاقتها مع إيران بما يحقق مصالحنا؟، هل سيحدث ذلك بنفس القدر الذى تنظر فيه السعودية إلى «حماس» من زاوية ما يحقق لها مصالحها؟
فى المسارات الحالية يبدو كل شى مجهزًا لمواجهات سعودية إيرانية، والخوف أن تستدعى هذه المواجهات ما حدث فى الماضى من تأجيج النعرة الدينية، أى حروب السنة والشيعة، وهى الحرب التى أكدت أن المنطقة هى الخاسر الأوحد فيها، وتبقى إسرائيل الرابح الأكبر.