نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا للخبير العسكرى الإنجليزى "بادى أشدون" يطرح تساؤلا حول جدوى محاولات المملكة المتحدة لتوسيع رقعة حربها ضد داعش فى سوريا والعراق.
ويرى "أشدون" فى المقال أن رئيس الوزراء الحالى "ديفيد كاميرون" يستطيع أن يجد مواد فى القانون الدولى تتيح له التدخل العسكرى واسع النطاق لمجابهة مليشيات تنظيم داعش التى تسيطر على مساحة مماثلة لمساحة المملكة المتحدة بين العراق وسوريا، لافتاً إلى أن سبب تراجع النفوذ الغربى أمام داعش هو ليس قلة الصواريخ والقاذفات والأسلحة، وإنما فقر الوسائل الدبلوماسية لتحجيم قدرات التنظيم المتطرف، أو تكوين تحالفات مع أطراف أخرى تسهم فى محاصرة التنظيم بشكل أكثر فاعلية.
وقال الخبير العسكرى الإنجليزى، إن خيار الحرب لا تؤتى ثماره دون ارتباطه بخطة دبلوماسية أشمل وأكثر عمقا، ضاربا المثل بفشل التدخلات الغربية خلال العقدين الماضيين بدءا من أزمة البوسنة والهرسك مرورا بغزو العراق وانتهاء بما أحدثه التدخل الغربى من فوضى بليبيا، وسوريا، بسبب التعنت واستحكام رغبة التخلص من الرئيس الراحل "معمر القذافى" والرئيس السورى "بشار الأسد".
يقول المقال أن داعش ليست إلا جزء من تهديد أكبر وهو حرب طائفية بين الشيعة والسنة تلقى بالمنطقة فى جحيم سوف تطول نيرانه الغرب بشكل أو بأخر، ناصحا بضرورة خلق تحالف يضم دول مثل تركيا ودول سنية وأخرى ذات أغلبية شيعية للتخلص من تهديد داعش، وعدم الاعتماد الكلى على قنابل القوات المسلحة الغربية.
ولفت المقال إلى الفرصة المواتية حاليا لبريطانيا لخلق مثل ذلك التحالف، بعد التقارب الأخير مع إيران، وبدء تأثر تركيا بالتهديد من التنظيم الأصولى، وأيضا إمكانية التفاوض مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، رغم الأزمة الأوكرانية لينضم إلى التحالف بعد أن أصبحت روسيا مهددة من قبل المقاتلين القوقاز العائدين من داعش، موضحاً أن تحالف مثل ذلك سوف يسبب نجاح أى عمل عسكرى ضد التنظيم المسلح فى المستقبل، فالجهود الدبلوماسية سوف تسبق الفعل العسكرى لتعزل التنظيم، ممهدة الطريق لاستهدافه دون تواجد فرصة لخروجه من الأزمة.
الإندبندنت: الدبلوماسية وليست الحرب هى الحل لإيقاف داعش
الأربعاء، 22 يوليو 2015 02:39 م
مسيرة لداعش - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة