دندراوى الهوارى

الضابطة (نشوى) أرجل وأشرف من الحقوقيين والمتعاطفين مع المتحرشين

الأربعاء، 22 يوليو 2015 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعيش زمن اختلاط أنساب المفاهيم، واندثار فضائل وخصائص الرجولة، من، شرف، وكرامة وكبرياء، وموقف عز، والله سبحانه وتعالى ذكر الرجولة فى ثلاثة صيغ، الأولى كنوع، والثانية كصفة، والثالثة، نوع وصفة.

الذى يعنينا هنا، كيف وصف الله الرجولة، والشهامة، وليس كنوع (ذكر) فى الأوراق الرسمية فقط، حيث قال سبحانه وتعالى فى سورة الأحزاب: (من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

والملاحظ فى الآية الكريمة، أن الله سبحانه وتعالى لم يقل كل المؤمنين، وإنما قال (من المؤمنين رجالٌ)، ومن هنا للتبعيض، أى ليس كل ذكر رجلا، وإنما كل رجل ذكر.

وما فعلته الضابطة المحترمة، نشوى محمود أمام سينما مترو، عندما ألقت القبض على متحرش، ولقنته درسا أخلاقيا، كان رسالة رائعة وقوية، تلقاها المصريون بإعجاب، وابتهاج، لكن للأسف، فوجئنا بعدد من أصحاب أكشاك ودكاكين حقوق الإنسان، والنشطاء، والمتعاطفين من إعلاميين، وسياسيين، ونخب، يدينون ما فعلته الضابطة المحترمة، ويطالبون المتحرش بتحريك دعوى قضائية ضدها.

صدمة حقيقية لم أتخيلها، أن هؤلاء، بدلا من الإشادة بالضابطة التى حافظت على عرض وشرف بنات مصر، يهاجمون تصرفها، ويطالبون المتحرش بتقديم بلاغ ضدها تحت زعم أنها مارست الإرهاب عليه. والسؤال لهؤلاء: وهل المتحرش مارس الطهر والشرف مع الفتاة؟ ألم يحاول التحرش بها وهتك عرضها، وخدش حياءها؟ وهل شرف بنات الناس أصبح ليس له قيمة؟ وهل يقبل هؤلاء أن يتحرش شاب أو رجل بشقيقاتهم أو زوجاتهم أو بناتهم أو أمهاتهم؟ هل وصل بِنَا الأمر إلى هذه الدرجة من الانحطاط، والسفالة، والسير عكس اتجاه كل القيم الأخلاقية، فندافع عمن يهتك أعراضنا، ونهاجم وندين من يحافظ ويدافع عن شرفنا، ويحمى عرضنا؟

هل هذه هى الحرية وحقوق الإنسان التى تنادون بها، وصدعتمونا، ووجعتوا دماغنا بترديدها ليل نهار، وكأنها لبانة تمضغونها، وهل الحرية أن تطمس هوية المجتمع، وتنقلب على قيمه وأخلاقه، وعاداته وتقاليده، ومساندة المتحرشين، ودعم الشواذ؟

قولا واحدا، المتعاطفون والمدافعون عن المتحرش، لا وصف لهم إلا (ديوث)، ومعنى الديوث أنه رجل لا يغار على أهله ولا يخجل، وثلاثة قد حرم الله تبارك وتعالَى عليهم الجنة (مُدْمِنُ الْخَمْرِ وَالْعَاقُّ وَالدَّيُّوثُ).

وتأسيسًا على ذلك، فإن الضابطة نشوى محمود، أرجل، وأشرف، من كل الذين أيدوا وتعاطفوا مع المتحرش.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة