منذ الأول من يوليو الجارى، شاهدنا التنظيم الإرهابى «داعش» أو كما يطلق على نفسه «ولاية سيناء» الذراع اليمنى لجماعة الإخوان الإرهابية، تكثيف وتصعيد أعماله الإجرامية الحقيرة ضد الجيش المصرى من أجل تصوير «مشهد سينمائى هوليودى» بالشيخ زويد أو رفح، يعلن فيه أنه مسيطر على الأوضاع فى أرض الفيروز، ويدعى فيه أن سيناء أصبحت إمارة داعشية.
داعش، أو «ولاية سيناء أو أنصار بيت المقدس»، وما هى إلا أسماء وهمية لتنظيم إرهابى واحد، وهى الكتائب التى شكلها خيرت الشاطر، لتكون الجناح المسلح والعسكرى لجماعة الإخوان الإرهابية، إنما تعتمد فى معاركها المسلحة، على «الحرب النفسية» من خلال تصوير مشاهد سينمائية هيولودية عالية التقنية، لذبح، وحرق، وقتل، ودفن، عدد من الأبرياء، وانعكاسات ذلك على الروح المعنوية للجيوش، والمواطنين .
الجيش المصرى تمكن فى الأول من يوليو الحالى من دحر هجوم التنظيم الإرهابى، واستطاع أن يستدرجهم فى الفخ، وقام بتصفية أكثر من 250 تكفيريا، والقبض على عدد منهم، وكانوا بمثابة الصيد المعلوماتى الثمين، وأحبط الخطة السينمائية المعدة سلفا بمساعدة قناة الجزيرة، بتصوير رفع «راية» داعش فى رفح والشيخ زويد، وإعلانهما إمارة إسلامية، وأن الدور على العريش.
الرد القاسى للجيش المصرى أفقد التنظيم، ومعاونيهم من كتائب القسام المرتزقة، والمأجورة، والقطريين والأتراك، معظم قدراتهم العسكرية، سواء عدة أو عتاد، وتشتيت جمعهم، ومنهم من توجه إلى وسط سيناء هربا من جحيم الجيش الثانى، فكان فى انتظارهم أبطال الجيش الثالث، وهنا تظهر خطة «مونتجيمرى» التى اعتمدتها القوات المسلحة فى حربها الضروس ضد التنظيم، وينفذها رجال «أسامة عسكر» باحترافية، رغم الصعوبات البالغة.
خطة «مونتجمرى» العسكرية، والتى ظهرت فى الحرب العالمية الثانية، فى منطقة «العلمين» ترتكز على الطريقة الزاحفة، تمهيد نيرانى كثيف بواسطة المدفعية والتقدم بخطوات ثابتة، وأضاف عليها الجيش المصرى، عنصر حاسم متمثل فى سلاح الجو الذى لعب دور الحسم فى هذه المعركة.
اعترف التنظيم الإرهابى بخسائره الفادحة، وبقوة وجسارة الجيش المصرى وعقيدته القتالية المدهشة، من استبسال، وتضحية، والموت فى سبيل الأرض والعرض، وأيضا محاصرته وخنقه، فقرر إعادة الهجوم منذ أيام قليلة، لخطف أى «لقطة» سينمائية، يروّجون لها فى الداخل والخارج بأنهم موجودون، إلا أن رجال الجيش المصرى كانوا لهم بالمرصاد.
الجيش المصرى، ووفقا للخطة الموضوعة «مونتجيمرى» والتى تعتمد على تكثيف الهجوم النيرانى الكاسح، بالمدفعية، والدبابات، وتحت غطاء جوى كثيف، أفقد 80% من قدرات التنظيم، إن لم يكن أكثر، وشتت أواصره، وفكك بنيته التحتية، واستطاع اختراق التنظيم ويحصل على معلومات هامة جدا، تعد كنزا استخباراتيا جوهريا، ليس فى سيناء فحسب، ولكن فى سوريا والعراق أيضا.
الجيش المصرى الذى يحارب بجيش واحد من أصل 6 جيوش، فرض سطوته، ونفوذه بقوة فى سيناء، وأظهر العين الحمرا، بكل قوة، وبعث بهذه المعارك بالعديد من الرسائل الحيوية للداخل والخارج، تؤكد جميعها أن القوات المسلحة المصرية، وحش كاسر، لا يجب اللعب معه، أو الاقتراب منه.
دندراوى الهوارى
الجيش أحبط كل الخطط «السينمائية الهيولودية» لداعش فى سيناء
الخميس، 23 يوليو 2015 12:04 م